بطريرك الموارنة: لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير!… مرسال الترس

يُجمع المتابعون على ان البطريركية المارونية تعيش منذ ما بعد انطلاق الحراك الشعبي في لبنان في السابع عشر من تشرين الاول الفائت حالاً من المفاجأة، بسبب النتائج التي آلت اليها مواقفها من الاوضاع المستجدة، فهي رفعت منسوب الانتقادات على السلطة والمسؤولين، وقدّرت الحراك ولاطفت الرئيس المكلف حسّان دياب، لينتهي بها المطاف بعتب كبير من السلطة والمسؤولين، وعدم رضى اهل الحراك الذين شنوا حملة عليها لتصحيح آدائها!

فقد دأب البطريرك الماروني بشارة الراعي على إطلاق صرخات المعارضة ضدّ اساليب المسؤولين على ادائهم الذي دفع بالوطن الى الهاوية. حيث أتهمهم بانهم يتصرفون كالصبية محملاً إياهم المسؤولية عن خراب لبنان وقال عشية الاستشارات الملزمة: “لا تزدروا بالحراك المدنيّ وثورة الشَّباب فلا توجد قوَّةٌ أقوى من الشَّعب، فلا تُهمِلوه ولا تُخيِّبوا آماله، فتكونون أنتم لا هو المسؤولين عن خراب لبنان أمام المجتمع الدَّوليّ”.

وفي منتصف هذا الشهر توجه البطريرك الى السياسيين قائلا: “كفى كيديَّةً في العمل السياسي وتلاعبًا بمصير دولة آخذة بالانهيار، وأضاف: “لبنان ليس ملككم بل ملك الشعب”، وتابع: “لو اصغى السياسيون الى صوت الله في ضمائرهم لما استباحوا مال الدولة وتقاسموه عبر الحصص الوزارية وفق تكتلاتهم النيابية!.

أما في رسالة الميلاد فاعتبر سيد بكركي أن “الشعب عبّر عما يعاني من اوجاع في ثورة ايجابية لم تهدأ منذ 70 يوماً، ونرجو ان تظل كذلك وألا تصبح ثورة سلبية هدامة”. لافتاً الى أن “الشعب لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات”. وقال: “مآسينا تأتي من ان حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين بل يتحاصصونها ويسرفون في الصرف ويراكمون الديون، فأوصلوا الدولة الى الانهيار الاقتصادي والمالي”!

ورغم هذه المواقف الحادة تجاه السلطة والمسؤولين، لاحظ المتابعون ان العديد من اصوات أهل الحراك بدأوا يوجهون الاتهامات الى البطريرك لانه دعا الرئيس المكلف الى الاسراع في تشكيل الحكومة للتخفيف من المعاناة عن المواطنين، كما دعا السياسيين الى “التعالي عن المصالح الخاصة ودعم الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة”، وقال: “نذكر في صلاتنا الرئيس المكلف الذي يتلقى الضربات من كل الجهات، كي يتحمل مسؤوليته كما يمليها عليه ضميره الوطني”.

وفي ظل هذه الرياح العاتية يتذكر اللبنانيون أن البطريرك بولس المعوشي حمل لقب “بطريرك العرب”، والبطريرك الياس الحويك عُرف بأنه “أحد صنّاع لبنان كوطن” والبطريرك انطون عريضة “رهن صليبه لاطعام الجياع”، فما هو اللقب الذي ستحمله بكركي في هذه المرحلة؟.