هل يؤخر ″كباش″ حلفاء دياب تأليف الحكومة؟… عبد الكافي الصمد

لم تكد تمضي أيام على تكليف حسان دياب تأليف الحكومة المقبلة، بعد استشارات نيابية ملزمة أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون يوم السبت الماضي في 21 كانون الأول الجاري، حتى بدأت بعض الإشارات غير المطمئنة تصدر من قبل حلفاء الرئيس المكلف ممن سمّوه ومن قبل بعض معارضيه، بعدما تبين أن بعض الشياطين التي تكمن في التفاصيل قد أطلت برأسها.

هذه الخلافات في مقاربة ملف تأليف الحكومة المقبلة بين حلفاء دياب، تركت أجواء غير مطمئنة في أن تأليف الحكومة سيكون قريباً، وأن فترة الأعياد ستشهد ولادة الحكومة لتكون بمثابة هدية للبنانيين، بعدما تبين أن لكل طرف وجهة نظر وموقف من عملية التأليف، فضلاً عن شروط وشروط مضادة بعض الأحيان، ما ينذر بعملية تجاذب قد لا تبقى طبيعية وعادية، وسط تحذيرات من أنها قد تتحول إلى أزمة ستجعل مهلة تأليف الحكومة تطول، وتستنزف بالتالي الرصيد السياسي للرئيس المكلف والزخم النسبي الذي جاء به، وستجعل معارضيه يغتنمون الفرصة من أجل التصويب عليه وعلى الفريق السياسي الداعم له.

وتمثل ذلك بتكتل قوى المعارضة في وجه دياب، وإعلان تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الكتائب عدم رغبتهم بالمشاركة في حكومته، ما يؤشر ليس فقط إلى سقوط التسوية الرئاسية بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وهو سقوط بدأت ترجمته بوضوح في التراشق السياسي والإعلامي بين الطرفين، بل في أن حكومة دياب المنتظرة تنتظرها معارضة شرسة في المجلس النيابي وفي الشارع وفي وسائل الإعلام، كون مواقف القوى المعنية أسهم بشكل أو بآخر في إعادة إحياء فريق 14 آذار، ولو بالمفرق وليس الجملة، بسبب التصدعات والتباعد بين مكوناته في الآونة الأخيرة.

الحلفاء الذين بقوا صامتين بانتظار ما سيحمله الرئيس الملكف من تصور لتشكيلة حكومته المرتقبة، أطل من بينهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليعبّر عن إستيائه من الطريقة التي تدار فيها عملية التأليف، والتي يبدو أن طابخيها يحاولون إستهدافه عبرها، وترشيح أسماء من بيئته لتوزيرها تشكل إستفزازاً له، أو إبعاده عنها في محاولة منهم لتحجيمه سياسياً، بقوله عبر تغريدة أنه “حتى الآن طبخة الحكومة تظهر أنها حكومة ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل؟ حكومة تضم مستقلين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة، وسياسيين مشهود لهم بالتقلب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلف”.

هذا الهجوم الإستباقي على الحكومة من قبل فرنجية، تقاطع مع موقف مماثل للرئيس سعد الحريري الذي وصف الحكومة المقبلة بأنها “من صنع باسيل”، ما دفع مصادر باسيل للرد على فرنجية ودعته “لتقديم دليل على ما يقوله”، بينما رد عون على الحريري، بعد قداس الميلاد أمس من بكركي، بقوله إنه “لنفترض أن جبران باسيل هو من شكّل الحكومة، أليس له الحق، أليس نائباً ورئيس أكبر تكتل؟ لكن في الواقع لا، ليس هو من يؤلفها بل من يجب أن يؤلفوها”.

ما سبق يعطي إنطباعاً يفيد أن عجلة تأليف الحكومة لن تسير بالسرعة المطلوبة خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب عراقيل وعقبات تعترضها، وأن تأخيراً فرضه “الكباش” بين حلفاء دياب، وتحديداً التيار الوطني الحر وتيار المردة، ما يستدعي تدخل حلفاء آخرين لتذليل العقبات قبل إضاعة الفرص والوقت والوقوع في المحظور.


فيديو:

  1. بالفيديو: الأمواج تجتاح الطريق

  2. بالفيديو: طفلة الرياشي تفاجئه على الهواء.. هكذا ″اقتحمت″ الإستديو

  3. بالفيديو: أمواج عاتية تقفل المدخل الشمالي البحري لمدينة صور

  4. بالفيديو: اشكال بين معتصمين والقوى الامنية

  5. بالفيديو: هذا ما فعله ″بابا نويل″ ومكافحة الشغب في وسط بيروت

  6. بالفيديو: ملثمان دخلا بلدة بطريقة مشبوهة.. والاهالي تصدوا لهما

  7. بالفيديو: الكاميرا توثق عملية سرقة في الضنية


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري وحيداً بلا حلفاء أو أصدقاء… عبد الكافي الصمد

  2. نصر الله يرسم ملامح الحكومة المقبلة: نعم للشّراكة لا للون الواحد… عبد الكافي الصمد

  3. الطائفة السنّية والأعمدة الأربعة: نهاية إحتكار أم مرحلة جديدة؟… عبد الكافي الصمد

  4. إرباك في الشارع والسوق المالية: تراجع الدولار إنفراجٌ أم فخّ؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal