لهذه الأسباب تراجع عدد المعتصمين في ساحة الثورة بطرابلس!… عزام ريفي

لطالما لعبت ساحة عبد الحميد كرامي دوراً محورياً بالنسبة لطرابلس، ان كان لجهة كونها شريان المدينة الحيوي الذي يربط جميع أحيائها، أو لكونها ساحة يجتمع فيها الناس عند كل أزمة لايصال صوتهم الى السلطة السياسية، حتى تحولت في الآونة الأخيرة الى ساحة ثورية، ومركز تجمّع للثوار ولانطلاق المسيرات والتظاهرات، إضافة الى احتوائها خيم تتنوع أهدافها بين اجتماعية، انسانية، ثقافية وخدماتية، وصولاً لكونها أصبحت مصدر رزق للعديد من البسطات التي تركت مواقعها القديمة وتوافدت الى ساحة النور منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين الأول بحثاً عند مصدر لرزقها.

تتنوع البسطات في الساحة، فمنها من يغتنم المناسبة لبيع الأعلام اللبنانية والشعارات الوطنية والرسم على الوجوه، ومنها من يبيع الطعام على اختلاف أنواعه، ومنها من يقوم بتدفئة الثوار ببيع المشروبات الساخنة كالسحلب والحبوب والشاي والزنجبيل، هذا بالإضافة الى بسطات الكعك والشمندر والترمس والذرة، وصولاً الى بسطات تحولت الى مقاه صغيرة تقوم ببيع الأراكيل بأسعار تشجيعية تلائم الجميع.

يمكن القول إن هذه البسطات المتواجدة في ساحة النور، تلعب دوراً أساسياً في ابقاء ساحة النور مقفلة، وفي إستمرار الثورة في طرابلس، وهي التي تقوم بتحفيز الناس على النزول والبقاء لساعات طويلة عن طريق تأمين جميع احتياجاتهم ومستلزماتهم.

لا شك في أن ساحة النور شهدت في الأيام القليلة الماضية تراجعا حادا في أعداد الثوار أو المعتصمين المحتجين، وكان لأصحاب هذه البسطات الذين استوطنوا ساحة النور منذ بداية الثورة آراء كثيرة وتحليلات حول الأسباب التي أدت الى تراجع عدد المتظاهرين في الساحة، من أبرزها:

أولاً: قلة المال لدفع أجرة “التاكسي” فكثير من المتظاهرين كانوا يأتون من مناطق بعيدة (عكار، المنية والضنية) وأكثريتهم لا يملكون سيارات، وبسبب توقف العمل في الظروف الراهنة أصبح وصول هؤلاء الى الساحة صعب المنال.

ثانياً: تبدل الطقس وتساقط الأمطار واشتداد البرد، فأغلبية المتظاهرين هم من الطبقة الفقيرة التي لا تملك المال لشراء الملابس الملائمة لتحمل برد الشتاء.

ثالثاً: الارهاق والتعب، والشعور بالإحباط الذي أصاب معظم الناس من عدم قيام السلطة بأي مبادرة ايجابية لتصحيح الأوضاع الراهنة وعدم تحقيق أي من المطالب التي قامت الثورة من أجلها.

رابعا: شعور كثير من أبناء طرابلس أن الساحة لم تعد لهم، بعد دخول مجموعات غريبة عليها.

خامسا: ترقب أغلبية الثوار الطرابلسيين لما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات وأحداث، خصوصا  مع فلتان الشارع لأكثر من مرة ولأكثر من سبب ما أدى الى حالات توتر، وتنطح البعض الى ركوب موجات الثورة ما أدى الى تساؤلات حولهم وحول أهدافهم ومن يقف وراءهم.

يعتقد مستوطنو ساحة الثورة أنها ستعود وتمتلئ بالمتظاهرين عند أول خطأ ترتكبه السلطة التي ما تزال في عالم أو كوكب آخر.

الجدير بالذكر أن أغلب أصحاب البسطات أجمعوا على أنهم لن يغادروا الساحة حتى تنحي آخر مسؤول عن كرسيه، وتحقيق مطالبهم بالعيش الكريم ومطالب الثوار، وعبروا عن ثقتهم بالجيش اللبناني الذي يعمل على حفظ الأمن في الساحة، مؤكدين أنه لن يتدخل لفتح الساحة بالقوة، لافتين الانتباه الى أن الثورة في لبنان مختلفة عن أي ثورة اندلعت في أي بلد من بلدان العالم، وأن الشعب والجيش هما روحان في جسد واحد، مشددين على أن كل ما شهده لبنان في الأيام الماضية ليست سوى البداية، لما هو أكبر، فالثورة الحقيقية بنظرهم لم تبدأ بعد.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو: مسلحون يسرقون أموالاً من صيدلية في برج حمود

  2. بالفيديو: اشكال كبير بين النائب هادي حبيش والقاضية غادة عون

  3. فيديو يظهر المواجهة بين هادي حبيش وغادة عون

  4. بالفيديو: لحظة العثور على أموال منتجع الأنصارية المسروقة

  5. بالفيديو والصور: هكذا استفاق اهالي الميناء على هول الكارثة


    لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


    لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الثروة الطلابية.. نواة الثورة اللبنانية!… عزام ريفي

  2. طرابلس: خيمة ″فش خلقك″ في ساحة الثورة.. للمعالجة النفسية!… عزام ريفي

  3. منشد الثورة إبراهيم الأحمد: أغنية ″إعطوني فرصة″ تحاكي الواقع.. وجديدي ″إنفختونا بالاصلاح″… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal