ميقاتي يواجه العهد: ممنوع خرق الدستور… غسان ريفي

يحرص الرئيس نجيب ميقاتي على أن يسمي الأشياء بأسمائها، وأن يقدم وجهة نظره السياسية على ″بساط أحمدي″ معتمدا أسلوب ″السهل الممتنع″ لتصل فكرته الى كل المعنيين خصوصا واللبنانيين عموما، لأن الأزمات الكبرى التي ترخي بثقلها على لبنان وتدفعه نحو الانهيار الكامل، لا يمكن مواجهتها لا بالمرواغة ولا بالمناورة ولا بتطييب الخواطر أو بتبويس اللحى.

لذلك، فإن ميقاتي يضع الاصبع على الجرح، ويتحدث بوضوح كامل وبشفافية مطلقة، ويعمل جاهدا على إيصال صوته الداعي للعودة دائما الى الدستور وللامتناع عن تكريس أعراف أو بدع جديدة من شأنها إدخال البلاد في متاهات مظلمة قد يصعب الخروج منها، إضافة الى نقله أوجاع الناس التي تستوطن الشارع منذ خمسين يوما الى كل القيادات اللبنانية علهم يُزيلون ″القطن″ من آذانهم، فيأخذون بنصيحته أولا، ويستمعون الى مطالب الحراك الشعبي ويبدلون من سلوكهم السياسي تجاهه ثانيا.

يُدرك الرئيس ميقاتي حجم المخاطر التي تحيط بالبلاد والعباد، ويدرك أيضا أن الحل المبدئي لكل المعضلات السياسية يكون بالعودة الى الكتاب، (كما كان يفعل الرئيس الراحل فؤاد شهاب) ويُؤمن أيضا بأن الحفاظ على التوازنات السياسية الدقيقة وإحترامها من شأنه أن يعزز الاستقرار السياسي والأمني ولو في ظل أزمة إقتصادية، لأنه يمكن عندها التفكير بهدوء وتروٍ في كيفية إيجاد المعالجات الناجعة لها.

لذلك، لم يتوان ميقاتي منذ إنطلاق الحراك الشعبي وإستقالة الرئيس سعد الحريري، عن القيام بمواجهة مفتوحة مع العهد وتياره السياسي عنوانها الحفاظ على الدستور وحماية إتفاق الطائف، وعدم السماح بمصادرة صلاحيات رئيس الحكومة.

ولم تأت هذه المواجهة من منطلق طائفي أو مذهبي، بل جاءت من منطلق وطني بحت، خصوصا أن القاصي والداني يدرك بأن كل التجارب السابقة أثبتت أن التعدي على صلاحيات أي من الرئاسات الثلاث، وعدم إحترام المؤسسات الدستورية وضرب مبدأ فصل السلطات كان لهم تداعيات كارثية على البلد ككل، وبالتالي فإن ميقاتي يخشى من أن يجتمع التوتر السياسي الذي قد يكون له تداعيات أمنية في الشارع مع الأزمة الاقتصادية المفتوحة مع معضلة إرتفاع سعر الدولار، لأنه حينها ستكون الطامة الكبرى التي لن يخرج منها أحد سالما أو معافى.

من هنا، جاءت ثورة الرئيس ميقاتي في إطلالاته التلفزيونية على تأخير رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية، وإجراء مشاورات التأليف قبل التكليف، وإخضاع رئيس الحكومة “المحتمل” لاختبارات وفحوصات من هذا التيار السياسي أو ذاك بما يؤدي الى إضعافه قبل تكليفه ومصادرة مهامه وصلاحياته والى إستفزاز شريحة واسعة من اللبنانيين لا تقبل بضرب هيبة موقعها الأول.

كما جاء إصرار ميقاتي على تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة إنطلاقا من يقينه بأن الحريري هو الأنسب لهذه المرحلة التي تحتاج الى توازن سياسي دقيق يساهم في إستكمال التسوية السياسية التي أبرمت قبل ثلاث سنوات، وهو بذلك يُسلّف الحريري موقفا متقدما يضاف الى سلسلة المواقف السابقة التي قدمت له كل الدعم والحماية وشبكة الأمان السنية والوطنية.

لا شك في أن ميقاتي يُزعج أركان العهد والتيار الوطني الحر، خصوصا بطرحه آلية الخروج من الأزمة والتي تتمثل بتشكيل حكومة إختصاصيين من دون جبران باسيل، وإقرار قانون إنتخابي عادل وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وهو دفع ثمن هذا الازعاج قضائيا وفي وقت حساس للغاية بفبركة الادعاء عليه بملف القروض والاثراء غير المشروع والذي أثبتت كل الوقائع بأنه ملف فارغ ولا علاقة له به، فضلا عن إفتراءات متلاحقة إعلاميا وسياسيا من المتوقع أن تستمر مع رفع ميقاتي سقف المواجهة كونه بدأ يتلمس الخطر الحقيقي الذي يحيط بلبنان.


فيديوهات قد تعجبك:

  1. بالفيديو والصور: الامطار تحاصر المواطنين على أوتوستراد الدامور

  2. بالفيديو والصور: محتجون يقفلون المؤسسات الرسمية في طرابلس

  3. بالفيديو: طفلة ترفض المستشفيات استقبالها.. وهذا ما حصل

  4. بالفيديو: الجراح اللبناني محمد بيضون يمكّن مشلولاً من المشي


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. بطاقة صفراء من رؤساء الحكومات الى رئيس الجمهورية تُفرج عن الاستشارات… غسان ريفي

  2. محرقة الحريري تعود الى العمل.. مين اللي بعدو؟… غسان ريفي

  3. إجتماع بعبدا المالي خيّب الآمال.. الحلول تحتاج الى حكومة!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal