لهذه الاسباب ″الثورة″ مستمرة.. وهذه هي التحضيرات اللوجستية في طرابلس؟… عمر ابراهيم

لم يكن احد يتوقع ان تستمر التحركات الشعبية لهذا الوقت وان تتسع دائرتها وتتنوع اساليبها الضاغطة في وجه السلطة على هذا النحو، خصوصا في طرابلس التي حصلت على لقب ″عروس الثورة″ بسبب حجم المشاركة الكثيفة وسلمية المتظاهرين.

لعل اكثر المتشائمين في السلطة كان يعتقد ان من نزلوا الى الشوارع لن يصمدوا لوقت طويل انطلاقا من تجارب سابقة خاضها المجتمع المدني ولم يكتب لها عمر طويل، بسبب انخراطه تارة في مفاوضات وتارة اخرى رضوخه للاغراءات والضغوط السياسية والامنية.

لكن ″ثورة″ 17 تشرين أول مختلفة شكلا ومضمونا، فهى لم تفاوض على مكاسب ولم ترضخ لضغوط وواجهت بسلميتها كل اشكال دفعها الى العنف، ان كان في العاصمة بيروت او في مدينة البداوي التي دفعت الفاتورة الاغلى واثبتت بعد ذلك حرصا كبيرا على سلمية تحركها وعدم السماح لاحد بالزج بها في مواجهات مع القوى الامنية.

طرابلس التي احتلت ترتيبا متقدما بين ساحات الاعتصام في لبنان، كل شيء فيها على الارض يؤكد بأنها ماضية في تحركها ولن تتراجع قيد انملة عن المطالب التي رفعت منذ اليوم الاول، وهي كانت بدأت منذ بدء الحراك الميداني في ساحة عبد الحميد كرامي “النور” العمل على تنظيم الساحة وضبطها وتأمين الاحتياجات الضرورية لصمود المعتصمين من طعام الى اسعافات اولية الى منصة وصوتيات وخيم متنوعة منها للحماية من الامطار واخرى للندوات والحوارات والعمل المسرحي وغيرها من الفعاليات التي جرت خلال ثورات جرت في العديد من الدول وتحديدا ميدان التحرير في مصر.

صمود المعتصمين في ساحة الثورة في طرابلس سببه ليس فقط التحضيرات اللوجستية الموجودة والتي يتوقع لها ان تتضاعف مع نية المنظمين وضع مظلة “شادر” كبير فوق الساحة لحمايتها من الامطار بتكلفة تبلغ 9 ملايين ليرة تم جمع مبلغ 2 مليون منها، حيث ان هناك اسباب اخرى اكدها المعتصمون انفسهم وهي رفضهم للسلطة الموجودة ومطالبتهم بتغييرها وهم يثبتون يوما بعد الاخر من خلال مواظبتهم على الاعتصام انهم لن يتراجعوا قبل الحصول على مطالبهم، على غرار مناطق اخرى كانت جسدت ذلك من خلال استمرارها في التحرك والاعتصام ومواجهة كل التحديات.