ميقاتي: لا أؤيد رفع الضرائب قبل وقف أبواب الهدر والفساد

أكد الرئيس نجيب ميقاتي انه ″لو صرف مبلغ المئة مليون دولار الذي رصدته حكومتنا  لمشاريع اسمية  في طرابلس لكان الكثير من المشاكل قد تم حله″. 

وشدد على ″ان مشروع القرية التكنولوجية الالكترونية الذي شارف على الانجاز على قسم من ارض معرض رشيد كرامي الدولي، كجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة، سيوفر الكثير من فرص العمل الجديدة″.

وأكد ميقاتي ان  الاساس في تنشيط الدورة الاقتصادية في عكار هو تحريك مشروع مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات وتخصيصه للشحن الجوي وللطيران العارض في آن معا″.
وأعلن انه لا يحبذ رفع الضرائب قبل وقف ابواب الهدر والفساد كي نستطيع اقناع المواطن بان يتحمل جزءا من كلفة الانقاذ”، لافتا الى انه سيقف ضد رفع الضريبة على القيمة المضافة  عند طرح الموضوع.
مواقف الرئيس ميقاتي جاءت في لقاء حواري مع طلاب الجامعة اليسوعية في القلمون بمشاركة رئيس الحامعة الاب سليم دكاش والعمداء والمدراء.
سئل الرئيس ميقاتي عن التحالف والتقارب مع رئيس الحكومة سعد الحريري رغم العداوة الشرسة في الانتخابات النيابية الاخيرة فقال: لا عداوة في السياسة بل خصومة ومصالح، فبعد الانتخابات النيابية العامة التي حددت الاوزان السياسية في البلد، والخارطة السياسية التي كانت تؤشر الى اعادة تكليف الرئيس الحريري برئاسة الحكومة والهجمة التي طالت يومها مقام رئاسة مجلس الوزراء، قمنا،الرئيس الحريري وانا، بخطوات للتقارب على قاعدة دعم وتحصين مقام رئاسة مجلس الوزراء ومصلحة طرابلس، لان استمرار الخصومة كان سينعكس سلبا على حقوق طرابلس ويدخلنا في مناكفات لا طائل منها. 
وقال : كلانا يعمل من أجل مصلحة طرابلس وخدمتها  والمحافظة على مقام رئاسة مجلس الوزراء. 
وردا على سؤال عما فعله خلال توليه مرتين رئاسة الحكومة لطرابلس  قال: حكومتي الاولى عام 2005 أتت في ظروف صعبة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمرت فقط مئة يوم، ولكننا نجحنا في اجراء انتخابات نيابية نزيهة بشهادة كل التقارير المحلية والخارجية ونقلنا البلد من ضفة الى اخرى. اما في حكومة العام 2011 ، فقد رصدنا لطرابلس مبلغ مئة مليون دولار لتنفيذه على لائحة مشاريع  محددة بالاسم، وحتى الآن لا يزال قسم كبير من هذه المشاريع غير منفذ رغم توافر الاموال، في حين ان المبلغ المماثل الذي طلب على طاولة مجلس الوزراء اعطاءه للمناطق الاخرى تم تنفيذ غالبيته. خلال رئاستي الحكومة تم استكمال تشييد مبنى الجامعة اللبنانية وتحويرة الميناء ومشاريع اخرى رغم المعارضة الشرسة التي تعرضت لها حكومتنا والظروف المحلية والخارجية وابرزها بدء الازمة السورية. 
أضاف: لو صرف مبلغ المئة مليون دولار الذي رصدته حكومتنا لمشاريع اسمية  في طرابلس لكان الكثير من المشاكل قد تم حله. 
وعن امكان توفير فرص عمل للشباب اللبناني لا سيما ابناء طرابلس قال: لقد تسبب التطور التكنولوجي بنقص في فرص العمل وفي الحاجة الى اليد العاملة، ولكن هذا النقص يمكن توفيره بقطاعات اخرى ومنها قطاع المعلوماتية ، وفي طرابلس شارف مشروع القرية التكنولوجية الالكترونية على الانجاز على قسم من ارض معرض رشيد كرامي الدولي،كجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهو  سيوفر الكثير من فرص العمل الجديدة. 
وعن منطقة عكار المحرومة قال: عكار تحتاج الى الكثير من المشاريع ولكن الاساس في تنشيط الدورة الاقتصادية فيها هو تحريك مشروع مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات وتخصيصه للشحن الجوي وللطيران العارض في آن معا. الشحن الجوي يفيد عكار في تسويق المنتجات الزراعية شرط تطويرها لتواكب المواصفات العالمية. وفي ايام حكومتي طلبنا من شركة اميركية اجراء دراسة مفصلة عن مطار القليعات، وبدأنا البحث مع السلطات السورية في موضوع التنسيق الجوي نظرا للحاجة الى اخذ موافقة السلطات الجوية السورية في موضوع الهبوط والاقلاع شرقا،حسب ما تنص عليه قوانين منظمة الطيران المدني الدولي، لكن البحث توقف بسبب بدء الاحداث في سوريا. 
وعن ملف مؤتمر سيدر وموقفه من الاقتراح الرامي الى رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة الى 14 في المئة قال: مؤتمر سيدر هو عبارة عن اصلاحات كنت اتمنى لو قمنا نحن بها بمعزل عن اي رغبة خارجية. انا لا احبذ رفع الضرائب قبل وقف ابواب الهدر والفساد كي نستطيع اقناع المواطن بان يتحمل جزءا من كلفة الانقاذ. انا لا استطيع اقتاع نفسي بجدوى رفع الضريبة على القيمة المضافة قبل اجراء الاصلاحات المطلوبة ،وبالتأكيد ساكون ضد رفعها عند طرح الموضوع .
وعن ملف الكهرباء وتعطيل ملف شركة “نور الفيحاء”، أجاب: ان المشروع الذي اقرته الحكومة بالامس يتطابق في جوانب عديدة منه مع مشروع “نور الفيحاء” ولذلك سنتحدث مع رئيس الحكومة في موضوع تقصير المدة المحددة بالعام 2023، والتي اخرت تنفيذ معمل الحريشة. الاساس عندنا هو تأمين الكهرباء لطرابلس كائنا من كان منفذ المشروع. 
وعن الهدر في الدولة والتوظيف العشوائي، رأى ان وقف الفساد يحتاج الى وقفة جريئة لوضع حد للفساد والمفسدين.
وعن ملف الهاتف الخلوي، قال: عندما طلبت منا شركة فرانس تيليكوم ان نتشارك معها لتأمين الهاتف الخلوي في لبنان، لم يكن احد يصدق ان هذا القطاع سينجح وكانت التقديرات حول عدد المشتركين متواضعة، ولكن عندما نجحنا وطورنا العمل كثر الحسد والكلام ان هذا القطاع هو نفط لبنان ويؤمن عائدات مذهلة للدولة، فتقرر  يومها  استرداد الدولة لرخصتي الهاتف الخلوي، ثم قامت الدولة بتلزيم الادارة الى شركتين اخرتين على ان يبقى تحديث القطاع في عهدة الدولة. عام 2016 حققت الدولة من عائدات الخلوي واوجيرو مبلغ ملياري دولار ،اما في العام 2018 فانخفضت الايرادات الى مليار ومئة مليون دولار، فيما المال المتبقي يصرف على شراء معدات جديدة لمنفعة هذا التاجر وذاك وقسم كبير من هذه المعدات لا يزال غير مستعمل بسبب سوء الادارة. هذا احد ابواب الهدر الذي يجب وقفه. 
وكشف ان “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” قدمت لطلاب  الجامعة اليسوعية  في فرعي بيروت والشمال 480 منحة جامعية لطلاب اغلبيتهم الساحقة من طرابلس والشمال . 
وتطرق “الى العلاقة الوثيقة التي تربطه بالجامعة اليسوعية لا سيما عندما القى خطاب حفل التخرج عام 2000، والذي لقي يومها ردات فعل قوية”.
وردا على سؤال عن آفة المخدرات التي تجتاح الشباب اللبناني قال: ادعو شباب لبنان الى التنبه والابتعاد عن هذه الافات المضرة، والتي لا يمكن مكافحتها فقط بالعقوبة بل بالتوعية والمعالجة السليمة وعدم التشهير. نصيحتي للطلاب ولجيل الشباب عموما الا تكونوا اسرى اي شيء في الحياة بل حددوا خياراتكم بطريقة صحيحة وواقعية.وانطلاقا من وعيي لاهمية معالجة هذه الافة بدأنا البحث في انشاء مركز للمعالجة من المخدرات في طرابلس والشمال. 

الأب دكاش
وكان اللقاء استهل بكلمة لرئيس الجامعة اليسوعية الاب سليم دكاش الذي قال: كيف أرى صاحب المقام دولة الرئيس؟ إني أراه رجل دولة، ومنذ سنوات تعرفت إليه ورأيت فيه صفات رجل الدولة. لن أطيل الكلام، ساكتفي بثلاث صفات: فهو رجل دولة في المواقف السياسية، لأننا في مواقفه رأينا فيه دوماً السياسي الذي يريد خير البلد قبل كل شيء وقبل المصالح الشخصية. رأينا فيه الرجل الذي يريد خير الوطن العربي كل الوطن العربي بقضاياه جميعاً. وإني أتوقف عند نقطة معينة عشتها على مستوى إدارة مدرسة سيدة الجمهور التي كان لي شرف إدارتها لثماني عشرة سنة، عندما أطلقنا حركة معاً حول مريم العذراء إذا برجل الدولة الأستاذ نجيب ميقاتي يتصل بالمدرسة وبي شخصياً ليقول هذا العمل عمل عظيم وأنا أود أن أكون معكم معنوياً وعملياً ومادياً في هذا اللقاء. وهكذا استطاع اللقاء أن يستمر لسنوات وسنوات حتى اليوم بفضلك يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي‪.‬

وتابع دكاش: أرى فيكم أيضاً المؤمن بالله وبالناس، وبطاقات الشباب خاصة. واليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى رجل الدولة الذي يهتم بالشبيبة: شبيبة لبنان التي تنتظر منا الكثير. فنحن نعرف اليوم ان  اربعين الى خمسين في المئة من المتخرجين يتركون هذه البلاد إلى الخارج. فنحن بحاجة إلى رجل الدولة الذي يعمل بالتوظيف المعنوي والمادي والعملي للشباب، ليكون الشباب اللبناني المبدع، وهو مبدع كما قلتم في أكثر من مرة‪.‬
وأضاف: “إيمانكم بالشباب هو أيضاً إيمانكم بالتربية، ولذلك أسستم المدرسة، المعهد والجامعة، لكي تعطوا التربية في لبنان من خلال دعمكم لها وتوظيفكم بها، حقها. لأن التربية في لبنان هي المميزة، وهي التي تميز أيضاً شبيبة لبنان، لأنها تربي الرأسمال المثقف والواعي، ولأنها تفتح طريق المستقبل للنمو الاقتصادي والاجتماعي. وهي أيضاً الطريق الصحيح إلى المواطنية والمواطنة. ونحن بحاجة قبل أي شيء آخر أن نعمل بكل قلبنا وطاقاتنا لإعلاء شأن المواطنة اللبنانية لأننا كلنا للبنان وكلنا من لبنان وكلنا في سبيل لبنان. معكم دولة الرئيس رجل الدولة في هذه القيم والمبادئ نحن سائرون. معكم بروح الشراكة والعطف على هذا الحرم، حرم الجامعة اليسوعية في شمال لبنان، الذي هو في خدمة هذه المنطقة على قلوبنا جميعاً. شكراً لكم دوماً، عشتم وعاش لبنان
‫ فاديا علم‬
‫وألقت الدكتورة فاديا علم رئيس فرع الجامعة اليسوعية في القلمون كلمة جاء فيها: عندما سألوني عن سبب هذه الزيارة، قلت لهم إن الرئيس ميقاتي أت ليعطينا درساً في النجاح. أهلاً وسهلاً بكم دولة الرئيس. باسم العمداء والمدراء وفريق عمل طرابلس، وباسم طلابنا الذين هو سبب وجودنا. أهلاً وسهلاً بكم.‬

باسم الطلاب الذين علمتهم ولا تزال تعلمهم، آمل منك الاستمرار في هذه المسيرة. أنتم شركاء للجامعة اليسوعية، ونحن نفتخر بهذه الشراكة بما فيه خير شبابنا والعلم عموماً.‬
في لقاء بطرابلس، قال دولة الرئيس أمراً لن أنساه، وهو أن لبنان يجب أن يبحث عما يميزه. وعلينا التميز بالإبداع والبصمة الخاصة. وأنا أعتقد أن جامعة القديس يوسف، التي قد تكون الأصغر في الشمال، فإنها قد تكون هذه البصمة التي تحدثتم عنها

Post Author: SafirAlChamal