الاعتداءات على ″الجديد″.. ردات فعل على برامج جريئة أم قضايا أكبر؟… عمر إبراهيم

هل ما تتعرض له قناة الجديد من انتقادات ودعاوى قضائية وردات فعل غاضبة هو حقد على مسيرتها الناجحة ام بسبب تراكم الاخطاء التي ترتكبها؟، ولماذا قناة الجديد دون غيرها من محطات التلفزة اللبنانية؟، وهل صحيح ان تنافس المحطات اللبنانية على تقديم برامج هابطة اخلاقيا بنظر البعض مرده مالي، ام انفتاح زائد عن اللزوم؟.

اسئلة وغيرها كثير تطرح بعد كل اعتداء تتعرض له القناة او دعوة قضائية توجه ضدها على خلفية برامجها الساخرة منها او تلك التي تتطرق الى قضايا اجتماعية واقتصادية ومعيشية، وبعضها يخدم الراي العام والبعض الاخر يكون بمثابة دس السم في العسل.

اللافت ان المحطة لم تعد هدفا لفريق سياسي معين بسبب مواقفها المعارضة له، بل تحولت الى خصم لشريحة لا يستهان بها من اللبنانيين، الذين تتفاوت مواقفهم منها اما بسبب تعرضها لرموزهم السياسية او الدينية او على خلفية برامجها المثيرة للجدل على نحو يعتبره البعض ترويجا لافكار سامة تستهدف القيم والاخلاق العامة، في حين تسعى القناة دائما الى تقديم التبريرات على ان ما تقوم به يندرج في اطار حرية الراي والدفاع عن الاعلام.

معظم المحطات اللبنانية تعتمد اسلوبا يشبه ما تقوم به قناة الجديد لجهة البرامج الفكاهية او الساخرة، ولاسباب تتعلق بالتنافس على تامين اكبر عدد من المشاهدين، الا ان الجديد تتفرد ببرامج اكثر″جرأة″ يعتبرها البعض أنها تنال من مقامات دينية ورموز على نحو سبب لها مشاكل ووضعها امام مواجهة دعاوى قضائية وإعتداءات نارية، ما يجعلها دائما كبش محرقة الاعلام اللبناني.

كثيرة هي البرامج التي تلقى اعتراضات في الشارع اللبناني، ورغم ذلك تعرض على مختلف المحطات، لكن اللافت أن ردات الفعل تحولت عنفية من قبل المعترضين على أي خطأ ترتكبه الجديد، وقد وصلت الى حدود القاء قنبلة وقبلها الى محاولة احراق المحطة، ما يشير الى أن القضية أكبر من قضية إعلام وبرامج ومحطة تلفزيونية، ما يستدعي تدخل الدولة بكل مؤسساتها المعنية لضبط الأمور من البرامج الجريئة الى ردات الفعل الغاضبة، قبل أن تستفحل الأمور وتقع كارثة لا يستطيع أحد تحمل تداعياتها.