هل أصبحت القمة العربية كما الحكومة.. في خبر كان؟… عبد الكافي الصمد

أعطى السجال حول القمة الإقتصادية التنموية العربية التي ستعقد في بيروت بين 19 و20 كانون الثاني الجاري، والإعتراضات على دعوة دولة عربية معينة وعدم دعوة أخرى، مؤشراً على أزمة جديدة دخلت بها البلاد زادت من حدّة الإنقسامات فيه، وطرحت تساؤلات عدّة حول مصير القمة، وهل ستنعقد في موعدها برغم المخاطر التي بدأت تلوح في الأفق إذا ما انعقدت في ظل الإنقسام الداخلي والخارجي، أم أنها ستؤجل الى موعد آخر إلى حين تبريد الأجواء وترتيب المخارج؟

وإزاء تقدّم السجال والإشتباك السياسي الداخلي حول القمة العربية، الذي تقدّم على أزمة تأليف الحكومة التي ما تزال تدور في حلقة مفرغة منذ 233 يوماً، منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تاليف الحكومة في 24 أيار الماضي، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

أولاً: لم يعد خافياً التقاطع الحاصل بين أزمة الحكومة والقمّة العربية الإقتصادية المقبلة، وأن إحداهما باتت مرتبطة بالأخرى بشكل أو بآخر، وأنّ تقدّم الأولى على مسار الحلّ سيرافقه بلا شكّ تقدم مسار الأخرى والعكس صحيح، وأنّ الصراعات الإقليمية تُعبّر عن نفسها في الساحة اللبنانية، التي كانت دائماً مسرحاً لهذه الصراعات، وحيث كانت الصراعات المحلية الداخلية صورة مصغرة عنها، فإذا توافق الخارج الإقليمي توافقوا، وإذا اختلف إختلفوا.

ثانياً: تصدّر التيار الوطني الحرّ وحركة أمل السجال حول القمة العربية الإقتصادية، وصولاً إلى حدّ تبادل البيانات والإتهامات بينهما، وسط أجواء تزداد توتراً في الشارع بين الطرفين، وهي أجواء متوترة أصلاً وإن بقيت في الفترات السابقة جمراً تحت الرماد، بعدما رأت أوساط الحركة، بدءاً من رئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتضامن معه معظم الفريق السياسي الذي يدور في فلك 8 آذار، أنهم ضد إنعقاد القمة إذا لم تدع سوريا إليها، ووصل إلى حدود إعلان قناة “إن. بي. إن” التابعة لحركة أمل مقاطعتها القمة، وهو ما ردّ عليه التيار الوطني الحر، من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس التيار البرتقالي الوزير جبران باسيل، بأن الأمر خارج نطاق ومسؤولية لبنان كبلد مضيف، بل القرار فيه يعود للجامعة العربية.

وازداد الأمر حدّة مع بروز عقدة جديدة تتعلق بالقمة عندما اعترضت حركة أمل على دعوة ليبيا لحضور القمة، على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا قبل 40 عاماً، قبل أن يتسع الإعتراض على دعوة ليبيا ليشمل مختلف أطياف الطائفة الشيعية، وتلويح أكثر من طرف باحتجاجات شعبية وتحركات في الشارع إذا حضرت ليبيا يدرك كثيرون مخاطرها، ليس على القمة العربية فحسب التي تتسع يومياً الدعوات لتأجيلها، بل على التماسك الداخلي الهش والمهدد دائماً بالإنهيار.

ثالثاً: إزاء التصعيد الداخلي حول القمة العربية الإقتصادية المرتقبة، التي لم يعد يبعد سوى مسافة أيام قليلة على استقبال الوفود العربية تمهيداً لانعقادها، تتحدث توقعات حول 3 مصائر لها: الأول وجود توافق داخلي حول تأجيلها أو انعقادها، وهو توافق غير موجود لضيق الوقت ولأن كل طرف بات يعتبر تراجعه عن موقفه إنكساراً له؛ والثاني إعلان جامعة الدول العربية تأجيل إنعقاد القمة كمخرج إلى حين ترتيب البيت اللبناني والبيت العربي، لمعرفتها حساسية ودقة الوضع الداخلي الذي يقف على فوهة الإنفجار؛ والثالث إنعقاد القمة وسط أجواء الإنقسام وبرغم ما يحمله ذلك من مخاطر قد تدفع لبنان مجدداً إلى المجهول.


مواضيع ذات صلة:

  1. العرب يعودون إلى سوريا .. أين لبنان؟… عبد الكافي الصمد

  2. قمّة بيروت أمام 3 إحتمالات: دعوة سوريا، التأجيل .. أو تطييرها… عبد الكافي الصمد

  3. قمّة بيروت الإقتصادية: أين مصلحة لبنان بتجاهل باسيل لسوريا؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal