عندما يتناول المسلم.. ويقول المسيحي لا إلا إلا الله.. يكون الوطن… حسناء سعادة

أحياناً  تكون الغلطة الدينية بألف غلطة اذا كانت عن سابق تصور وتصميم، اما ان تكون عن جهل او نتيجة لحظة معينة، فيمكن ان تجد لها الأسباب التخفيفية، اما ما فعلته عضو كتلة المستقبل النيابية رلى الطبش فقد تناوله بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعية وكأنه غلطة لا تغتفر.

اذا كانت النائب الطبش قد تقدمت للمناولة عن جهل بالاسرار المسيحية فتلك ليست خطيئة اذ ان ما دفعها الى المشاركة هو ان القداس على نية السلام، اما اذا كان عن جهل بمسلمات دينها فقد عملت دار الفتوى لدى الطائفة السنية المقتضى لتصحيح خطوة النائبة السنية واعادتها الى الصراط المستقيم.

ومن دون اي تجريح او تعليق على بيان الاعتذار، الذي صاغته الطبش والذي جاء ″ليكحلها فعماها″ اذ اثار غضب من وقف الى جانبها ودافع عن موقفها حيث ان خطوتها تجاه التقدم لتناول القربان المقدس عند المسيحيين رأى فيها البعض ايضا من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي خطوة عفوية وغير مدروسة مسبقا الا انهم عادوا وانتقدوها بعد البيان.

وفي سياق التأييد لهذا الموقف او انتقاده  لا بد من استذكار حادثة حصلت في سوريا وان كانت غير مشابهة تماما واتت في  زمن حرج وطنيا، الا انها ذات طابع سياسي ديني وتستحق ان تروى في وطن يتغنى ناسه بالعيش المشترك فيما عند التطبيق ″يا غيرة الدين″، حيث يروي المحامي زياد خازن حادثة واقعية بطلها فارس الخوري رئيس وزراء سورية سنة 1944، والذي كان في ذات التاريخ وزيرا للأوقاف الإسلامية، حيث إعترض البعض على تولي وزارة الاوقاف وزيرا من الطائفة المسيحية فما كان من نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع الا ان تصدى للمعترضين قائلا: إننا نؤَمّن فارس بك الخوري المسيحي على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا.

ويتابع الخازن الرواية: انه في أحد الأيام  أبلغ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻏﻮﺭﻭ  فارس الخوري بأن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮه، ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻬﺎ إﺣﺘﻠﺖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻠﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺣﻤﻠﻮه ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺩﻣﺸﻖ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﺧﺮﺝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ تظاهرات ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻸﺕ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ….

ويختم الخازن: ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ يومها لا ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ بل كانوا ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ…والسلام


مواضيع ذات صلة:

  1. مؤسسة إيريس فرنجية تفتح فصلاً جديداً في تاريخ مسيرتها الإنسانية… حسناء سعادة

  2. ملاحظات على هامش المصالحة.. فرنجية وجعجع على كرسي الاعتراف… حسناء سعادة

  3. هَزُلت… حسناء سعادة


Post Author: SafirAlChamal