شجرة ممتلئة تقابلها شجرة فارغة.. زيتون البترون في خطر… لميا شديد

غريب أمر موسم الزيتون في منطقة البترون لهذا العام، انتاج متراجع، وفي الوقت نفسه مقطوعية جيدة بنسبة 55 كيلو لتنكة الزيت الواحدة.

هذا لا يعني أن قطاع الزيتون بأفضل حال وأن المزارعين راضون عن موسمهم لهذا العام. فالإنتاج لم يسد الكلفة وزراعة الزيتون أغرقت المزارعين بخسائر لن يتمكنوا من النهوض منها، ذلك لأن تكدس الزيت من العام الماضي لا يزال يرخي بثقله على الموسم الحالي..

تعتبر زراعة الزيتون من الزراعات القديمة والناشطة في لبنان بشكل عام وفي منطقة البترون بشكل خاص، فانتاج لبنان السنوي في المواسم الطبيعية يبلغ حوالى 220 ألف طن، أما انتاج منطقة البترون فيتراوح بين 3500 و4500 طنا، اما الموسم الحالي فلم يحصد الا نسبة لا تتجاوز الـ20 والـ25% من الانتاج السنوي للمواسم العادية. وها هم المزارعون البترونيون يرزحون تحت أعباء جديدة جراء الخسائر التي تكبدوها في الموسم. فالكلفة  لم يسدها الانتاج والأسعار لا تساعد على ذلك حيث أن سعر التنكة متراجع نتيجة المضاربة الاجنبية وتكدس زيت الموسم الماضي.

السعر الرائج للتنكة الواحدة من الزيت يتراوح بين 90 و120 دولار، وهذا المبلغ بالكاد يسد الكلفة كما يؤكد جان اغناطيوس الخبير في زراعة الزيتون وصاحب معصرة، فيشير الى أن ″الانتاج لهذا العام لا يتجاوز الـ 20 والـ 25%  من انتاج المواسم التي تعتبر طبيعية وكريمة وهذا ليس غريبا، حيث أن الانتاج في ايطاليا لهذا العام بلغ حوالى 35% وكل ذلك جاء نتيجة الطقس والعوامل الطبيعة التي لم تأت مناسبة للزيتون.″

ويشير الى أن الانتاج في بداية الموسم سجل نسبة تراوحت بين 30 و40% الا أن الشتاء الذي تساقط والسوسة التي ضربت حب الزيتون تسببا بتراجع ملحوظ الى ما دون الـ 25%.

حيال هذا الواقع علت صرخة المزارعين الغاضبين من غضب الطبيعة عليهم وعلى بساتينهم. ويلفت المزارع جان طنوس الى أن “الموسم فاجأنا هذه السنة حيث وجدنا شجرة فارغة وشجرة ترزح تحت الحمولة فجاء الموسم متدنيا وقابله تكدس زيت العام الماضي ومضاربة زيت سوريا وتونس وغيرها حتى بتنا بين سندانين: تراجع الانتاج، وتكدس الزيت نتيجة المضاربة. 

من جهته يشير رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بقسميا بطرس شهيد الى أنه ″حتى الآن لم نحصل على مصطلح يحدد اسباب تفاوت الحملان بين بستان وآخر وبين شجرة وأخرى الا أن ما تم الاجماع عليه أن المناخ انعكس بشكل سلبي على الانتاج لهذا العام فأرخى بثقله على قطاع كان يأمل به المزارعون خيرا لسد حاجاتهم بعد سد كلفة الانتاج. أن يكون انتاج الزيتون 20 % فهذا يعني وجود كارثة زراعية لأن زراعة الزيتون تشكل مصدر عيش لعدد كبير من أبناء منطقة البترون هذا بالاضافة الى نوعية الانتاج المتراجعة بسبب تساقط الزيتون على الأرض والسوسة التي ضربته أي لا حملان ولا نوعية وهذا كله ينعكس على اسعار الزيت التي لن تتجاوز الـ 180 ألف ليرة للتنكة الواحدة، في حين بلغ سعر التنكة في الجنوب 200 ألف ليرة. الانتاج القديم من زيت البترون مكدس واجتاحته المضاربة والمزارعون اليوم يقفون مكتوفي الايدي لإيجاد وسيلة لتصريف انتاجهم ولو بسعر الكلفة أو بخسارة قليلة.″


Post Author: SafirAlChamal