هل يتحول مرسوم التجنيس الى منصة للبطريرك الراعي؟… مرسال الترس

في أقل من أربعٍ وعشرين ساعة شنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي هجومين صاعقين على السلطة في لبنان من منصة مرسوم التجنيس الذي ظهر الى العلن وحالت المواقف الرافضة دون وضعه على سكة التطبيق.

مواقف البطريرك الراعي لم تصل يوماً خلال أولى سنتين من عمر عهد الرئيس ميشال عون الى حد التبخير للعهد ولا الى مناصبته العداء، حيث يلاحظ المراقبون أنه يميل دائماً الى توجيه سهام الانتقاد أكثر من رش الورود، إن في القضايا المعيشية أو الحياتية أو أداء المسؤولين حتى جاء مرسوم التجنيس الجديد ليكشف المستور.

فما إن تم نشر المرسوم من قبل وزارة الداخلية بعد فترة من الخجل والمراوحة حتى إنقضت عليه العديد من القيادات والمرجعيات وأبرزهم كان البطريرك الماروني نظراً لموقعه كماروني من طائفة الرئيس، ولمكانته كبطريرك أكبر المجموعات المسيحية في البلد الذي شهد العديد من حالات التجنيس بالرغم من حجم عدد سكانه، ولعل أكبرها وأخطرها في العام 1994!

واذا كان رئيس الجمهورية كما هو متداول، هو المسؤول الاول والاخير عن التجنيس باعتبار ان هذه السلطة ممنوحة له لكي يعطي الجنسية لمن يشاء، فان البطريرك لم يكتف بتوجيه اللوم الى المسؤولين عن قانون التجنيس في عظته يوم الاحد الفائت، ولكنه كرر ذلك يوم الاثنين أثناء افتتاحه أعمال السينودس المقدس (مشدداً على سحب المرسوم ″لأنّه زعزع الثقة بهم″. ولأنّه مرسوم يصدر على حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرّف الجنسيّة اللبنانيّة، ولأنه صدر في وقت يتواجد على أرض لبنان أكثر من نصف سكّانه الغرباء والأجانب؛ وفيما تتكدّس لدى وزارتَي الخارجيّة والداخليّة الألوف من الملفّات الخاصّة بمنتشرين من أصل لبناني يطالبون باستعادة جنسيّتهم”).

فهل وصلت الامور الى مداها لدى البطريرك الراعي ليتحدث عن زعزعة الثقة بالمسؤولين؟  على أن يكون مرسوم التجنيس المنصة التي ينطلق منها ليشابه البطريرك بولس بطرس المعوشي في العام 1958؟

فالبطريرك المعوشي تسلم السدة البطريركية في العام 1955 مبدياً تأييده لفكرة القومية العربية، وما لبث أن إصطدم برئيس الجمهورية كميل شمعون الذي آثر التقارب من ″حلف بغداد″ فاندلعت الثورة في العام 1958 وباتت علاقة الاثنين غير جيدة خصوصاً بعدما أُطلق على البطريرك المعوشي لقب ″محمد المعوشي″ حين وقف ضد ذلك الانضمام. كما انتقد عملية تزوير الانتخابات النيابية من أجل التمهيد للتجديد للرئيس شمعون!.

وعندما تم إنزال مشاة البحرية الاميركية على شاطئ بيروت قال البطريرك المعوشي:″ عندما تطأ أول رجل لجندي اميركي لبنان، سأكون أول الذين يخوضون المعركة″!

وبالرغم من دعم بكركي لقائد الجيش آنذاك اللواء فؤاد شهاب للوصول الى سدة الرئاسة الاّ ان علاقتهما ساءت. ونسب الى البطريرك المعوشي عبارة تقول:″ أنا الثابت وهو العابر…قلّ للذي تحت (القاطن في بلدة صربا التي تقع جغرافياً تحت بكركي) أن لا شيء يدوم″!

كذلك وقف ضد اتفاق القاهرة عام 1969 حين وجد به مساس بسيادة الدولة اللبنانية تجاه الوجود الفلسطيني المسلح!

صحيح ان العلاقة بين بعبدا وبكركي ظلت على أوتار متجانسة في مواضيع عدة منذ استلام الرئيس عون مهامه، فهل سيشكل مرسوم التجنيس المنصة المستحدثة لبكركي لكي تتمايز عن بعبدا، أم أن معالجة الخلل في المرسوم ستعيد المياه الى مجاريها؟ الايام المقبلة هي التي ستحدد المواقع وتكشف النيات!.

مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal