الاحزاب والتيارات تُقصي الافضل في انتخابات عكار… أحمد الحسن

انتهت الانتخابات النيابية في عكار على عكس ما يرغب ″تيار المستقبل″ الذي كان استطاع ان يحافظ  على تمثيل  المحافظة في البرلمان ما بين عاميّ  2005 و2009، نتيجة عوامل عدة كان أبرزها التشنج السياسي الذي كان قائما بين فريقي 8 و14 اذار، وبسبب عدم وجود منافسين له ضمن اطار موحد لمواجهة هذه الحصرية.

لكن هذه الانتخابات وبعيدا عن نتائج الربح والخسارة لهذا الفريق او ذاك، فان هناك مرشحين خاضوا تجربتهم لاول مرة واستطاعوا ان يثبتوا انهم على قدر المسؤولية، وان فرصة كبيرة كانت امام العكاريين لايصال مجموعة من النواب ذات اختصاصات متعددة، لكن حدة المنافسة السياسية اخرجتهم من المعادلة وربما حرمت عكار فرصة الاستفادة من خبراتهم.

يمكن القول انه مع بدء التحضيرات للانتخابات الحالية، إعتمد ″المستقبل″ كثيرا على عكار، لاعادة اعطائه التفويض المطلق، وهو جند لها كل قواه، في مواجهة قوى معارضة لم تكن على قلب رجل واحد، وهو ما جعل ″المستقبل″ يفرط في تفاؤله لدرجة وصل الامر ببعض الاعلام المقرب منه الى حسم النتيجة قبل ايام من  التصويت، على مقاعد عكار السبعة.

لكن ورغم تقهقر قوى المعارضة وتفرقها في لوائح، وعلى الرغم ايضا من استعادة المستقبل لخطابه القديم والعمل على رفع منسوب التحريض ضد خصومه ورمي التهم، الا ان النتائج جاءت مخيبة حيث لم يستطع المستقبل سوى حصد اربعة مقاعد من اصل سبعة، في مشهد اكد ما كان يحاول “المستقبل” اخفاءه او تجاهله من تراجع شعبيته وامكانية خسارتها مستقبلا في حال بقي التعاطي مع هذه المحافظة المحرومة بهذا النوع من التجاهل لمطالبها وتحويلها الى مجرد صندوق انتخابي أو الى كتل شعبية لاستخدامها في نشاطاته.

وكشفت النتائج ايضا ان بقية الاحزاب والقوى وان استطاعت الحصول على بعض المقاعد او دفع المستقبل الى مواجهة حقيقية في معقله عكار، الا ان ذلك مرده ليس الى قوتها بل الى تراجع التيار، الذي كان لمرشحه الفائز وليد البعريني الفضل الاكبر في رفد اللائحة ودعمها بآلاف الاصوات، علما انه لا ينتمي الى المستقبل وهو دخل الى هذا التحالف بعد فشل اقناع والده النائب السابق وجيه البعريني بالانسحاب لصالحه، وهو امر لو تحقق لكان المرشح الفائز في لائحة المعارضة ضد المستقبل.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المستقبل إستعان أيضا بالعديد من المرشحين غير المنتسبين اليه لدعم لائحته، ومنهم محمد سليمان، وهبي قاطيشا المنتمي الى القوات اللبنانية، والمهندس جان موسى المستقل الذي خسر المواجهة امام تجيير الاحزاب والتيارات السياسية للأصوات.

يُجمع البعض ان امام عكار فرصة كانت يمكن ان تاتي لها بمرشحين متنوعين بغض النظر عن انتمائهم السياسي او الحزبي، خصوصا وان هناك عددا من المرشحين كانوا يملكون خبرة في مجالات عدة وهم من حملة الشهادات في عدة اختصاصات، ومنهم المهندس جان موسى الذي لم يحالفه الحظ بالوصول الى الندوة البرلمانية ولكن اثبت من خلال مشاركته الاولى  انه يملك رصيدا شعبيا كبيرا في عكار.

Post Author: SafirAlChamal