إستضاف رئيس غرفة التجارة في طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي طلابا من مركز الجامعة اليسوعية في الشمال، في لقاء حواري تناول فيه الأهداف التي أطلقت من اجلها مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”، وذلك بحضور مديرة المركز الدكتورة فاديا علم والهيئة التعليمية في قسمي إدارة الأعمال والكيمياء البيولوجية، ورئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة ليندا سلطان ومدير مختبرات مراقبة الجودة في الغرفة الدكتور خالد العمري.
وقال دبوسي: “لا يراودنا الاستغراب إطلاقا بالطاقات والقدرات الإنسانية، لأننا ننطلق من دراسة الإنسان وعلمه وفكره وثقافته وسقف طموحه، ونحن بمقاربتنا هذه نتوسل المنطق القائل إننا مثلنا مثل جميع اللبنانيين، لدينا تطلعات وكذلك طموحات، وان هناك من يمكنه أن يحقق نسبة 60% من طموحاته، وهناك من يكمل مسيرة تحقيق تلك الطموحات العليا، وهذه سنة الحياة وإستمراريتها، أي بمعنى أوضح، هناك أناس يبنون وآخرون يكملون البناء، ومع ذلك فإننا مدركون تماما أن الحياة ومتطلباتها ليست سهلة على الإطلاق”.
أضاف: “نعود لنتساءل لماذا لدينا مبادرة تتحدث عن “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية”؟ إن لطرابلس مكانة اقتصادية وموقعا جغرافيا استراتيجيا، فهي تقع في شرق المتوسط مما يعني عمليا أن أهل المتوسط خصوصا والأوروبيين عموما هم شركاؤنا ولديهم سلة برامج متقدمة، ونتطلع الى أن نكون شركاء فعليين معهم لأهميتهم، ومن المهم بالنسبة الينا العمل على تطوير علاقاتنا معهم، وهم جيراننا قولا وعملا، وتمتلك طرابلس بالتالي مواصفات إستراتيجية لاحتضانها مرافق اقتصادية كبرى، وفيها مرفأ وفيها مطار الرئيس رينه معوض في القليعات، ومن الممكن الإستفادة منه على مستوى حركة النقل المدني والتجاري، وعلينا العمل على بلورة صيغ تتوافر فيها العلاقات المتبادلة والمتوازنة مع الآخرين والتي لا تضر بمصالحنا ولا بمصالحهم. ومطار القليعات حاجة للشمال وللبنان كما هو حاجة للمجتمع الدولي، وهو الذي يبعد ما يقارب 30 كيلومترا عن الحدود مع سوريا، وهو مفيد للساحل السوري، إلا أن المطارات الموجودة على إمتداد هذا الساحل باتت تستخدم لأغراض عسكرية بسب الحرب الطويلة في هذا البلد المجاور، وهناك مصفاة وهناك معرض رشيد كرامي الدولي، وكلها عناوين لمرافق اقتصادية، محورها الإقتصاد وحركته أساسا، كما هو بدوره محور دورة حياتنا، والإقتصاد بات كونيا، وإنتقلت حركته من المحلية والوطنية الى العالمية وباتت محاوره الأساسية هي مصالح الشعوب والإستثمارات الكبرى التي تتدفق”.
ولفت إلى أن “طرابلس حين دخلت في صيغة لبنان الكبير التي ولدت في العام 1920 كان عدد سكان لبنان قد بلغ 900 ألف نسمة أما اليوم فقد بلغ تعداد سكانه ما بين أصيل ومقيم 6 ملايين ونصف مليون بين لبناني وفلسطيني وسوري، والمجتمع الدولي بحاجة الى لبنان، ولبنان يقدم خدماته من طرابلس، أي من خلال المرفأ والمعرض والمصفاة والمدينة التراثية التي تشدنا الى التاريخ والاصالة وتقطنها كتلة بشرية ضعيفة ومتواضعة، وعلينا احتضانها وإعدادها وتأهيلها وتدريبها وصقل مهاراتها لتواكب المرحلة المقبلة التي تتلازم مع إعتمادية “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية”.
وأضاء دبوسي على دور غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في “تطوير مجتمع الأعمال من خلال سلة مشاريعها، فاكتفى بالإشارة الى أن غرفة طرابلس ولبنان الشمالي هي أول غرفة تجارية على مستوى المنطقة، إذ تمت ولادتها في خان الصابون في طرابلس بموجب فرمان عثماني يعود تاريخه الى العام 1870”.
وتلا حديثه عرض لثلاثة أفلام وثائقية تم من خلالها عرض “تاريخ الغرفة ودورها” و”المبادرة ومرتكزاتها” وشهادة الأمين العام لإتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي في “الدور النموذجي الذي تمتاز به غرفة طرابلس والخصائص التي تمتاز بها المدينة ومواطن القوة فيها ودورها المرتقب في المرحلة المقبلة على المستويات اللبنانية والعربية والدولية”.
ثم كان حوار، أكد فيه دبوسي أن مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” هي “إقتصادية إنسانية وطنية إنقاذية عربية دولية، أما محورها الاساسي هو الانسان ومشاريعه وتطلعاته وسقف طموحاته، وعليكم ان تختاروا بين ان يكون سقف طموحاتكم عاليا جدا أو نكون اناسا عاديين كما هي غالبية سكان المعمورة الذين يقاربون الـ7 مليارات”.
وأكد أن “فيلم المبادرة الوثائقي سيكون بتصرف طلاب مركز اليسوعية الجامعي في الشمال، ونحن لا نريد ان نحل محل الدولة ولكننا نريد ان نلتف حول الدولة وندعمها ونقوم بمسؤولياتنا على أكمل وجه”.
وختاما رافقت سلطان طلاب مركز اليسوعية في جولة على مختلف مراكز الغرفة، حيث اطلعوا ميدانيا على مختلف أنشطتها ودورها في تقديم الخدمات المتطورة والأكثر تقنية وتقدما.