العاصفة تكشف تقصير بلديات عكار وإهمال الوزارات… نجلة حمود

akkar2

عكست العاصفة التي ضربت محافظة عكار وخلفت أضرارا جسيمة في الممتلكات والمنازل السكنية في عدد من بلدات سهل عكار، حجم الاهمال واللامبالاة والفوضى القائمة في المحافظة على مختلف المستويات، كما كشفت تقصير الجمعيات والمنظمات الدولية التي تدعي الحرص على المجتمع الأهلي والنازحين وتدّعي القيام بعشرات المشاريع التي ″لا تغني ولا تسمن من جوع″، ليتضح ومع أول عاصفة تضرب المنطقة هشاشة البنى التحتية غير المتوفرة أساسا.

كشفت العاصفة تقصير وغياب بلديات عكار التي عجزت عن تعزيل قنوات الريّ، كما كشفت إهمال وزارة الطاقة والمياه التي لم تلتفت يوما لقرى وبلدات سهل عكار، فتتكرر المأساة سنويا جراء فيضان الأنهر الرئيسة وتحديدا النهر الكبير الجنوبي ونهر الأسطوان فتغرق البلدات العكارية بالمياه وسط حيرة المواطنين وقلة حيلتهم.

إهمال وزارة الطاقة وتقاعس بلديات عكار عن القيام بأدنى واجباتها تسبب بوفاة المؤهل أول في الجيش اللبناني راتب الشعار وإصابة شقيقه نتيجة حادث سير مروع على طريق عام العبدة البحرية بعد جنوح سيارته بسبب كثرة السيول وإنقلابها وإرتطامها بحائط.

فاضت الطرق الرئيسة والفرعية ولم تنفع مناشدات الأهالي في الحد من الخسائر وفي تحرك البلديات المعنية فخرجت النفايات والأوساخ الى طرق ببنين ما دفع بالأهالي الى الاعتصام وإحراق الدواليب إحتجاجا على إهمال البلدية وعدم تحركها لرفع الأضرار وجمع النفايات من الشوارع.

المشهد المأساوي في بلدة ببنين ليس الوحيد، بل كان الوضع يرثى له في غالبية البلدات العكارية وتحديدا الساحلية منها. 

وفي بلدة تلبيبة في سهل عكار دخلت مياه نهر الاسطوان الى المنازل في طوابقها الارضية، وارتفعت الى ما يزيد عن 30 سنتم، ما دفع الاهالي الى اخلائها والمكوث عند اقارب لهم في منازل مرتفعة نسبيا. 

وعند مدخل بلدة القليعات في سهل عكار وعلى ضفة مجرى نهر الاسطوان ايضا مزقت الرياح العاتية اكثر من 70 خيمة تعود للنازحين السوريين التي اقتحمتها مياه النهر واتلفت كل ما فيها. ولم يحظ سكان هذا المخيم بمكان يلجأون اليه، مناشدين الجهات المعنية العمل على اغاثتهم وتأمين خيم بديلة يلجأون اليها، وعمل الصليب الأحمر على إجلاء البعض منهم.

 ذاك الواقع دفع بوزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الى تفقد بعض البلدات مطالبا الهيئة العليا للاغاثة بالتحرك فورا لمعاينة الأضرار وتقديم المساعدات اللازمة وترميم الطرق التي تصدعت وانهارت بسبب غزارة المياه. كما تواصل مع منظمات الأمم المتحدة لتقديم الدعم للنازحين السوريين الذين فقدوا خيمهم وكل ما يملكون.

وحمل المرعبي مسؤولية أضرار الكارثة الى وزارة الطاقة والمياه، مؤكدا “أن هذه المشكلة تحصل سنويا وتتكرر من دون أن تقوم الوزارة المعنية باتخاذ أي إجراء جدي، متهما الوزارة بتسييس عملها حيث تقوم بمشاريع بعدد من بلدات عكار دون بلدات أخرى”، لافتا الى “أن هذه الوزارة تضع كل امكاناتها بتصرف تيار سياسي معين، من دون أن يكون الموضوع وطنيا، هذا أمر غير مقبول ويوصل الامور الى حد طرح الثقة بالوزير المختص”.

وكان لافتا سعي بعض المرشحين للانتخابات النيابية تفقد الأضرار الا أن نواب عكار غابوا كليا عن السمع، الأمر الذي جعل منهم موضع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تفقد رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد الخير أضرار العاصفة، وأكد أن الرئيس الحريري أعطى توجيهاته لكل الادارات والجهات الرسمية المختصة بضرورة الوقوف بجانب الاهالي المتضررين والتواصل مع كل البلديات وتلبية حاجاتها والعمل فورا على فتح كل الطرقات وبضرورة ألا يبقى اي منزل محاصرا بالسيول او معزولا″، كما ستقوم فرق الجيش بالكشف على الاضرار وإحصائها فور توافر كل الوقائع بين يديه″.

Post Author: SafirAlChamal