أقامت بلدية طرابلس بالتعاون مع نقابة المحررين في لبنان وإعلاميي طرابلس، احتفالا تأبينيا للراحل الاعلامي عبدالسلام تركماني، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، بحضور وزير العمل محمد كبارة، العميد المتقاعد خالد عيط ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، عبداللة ضناوي ممثلا رئيس “تيار الكرامة” الوزير السابق فيصل كرامي، نقيب المحررين الياس عون، عبداللة بارودي ممثلا امين عام “تيار المستقبل” أحمد الحريري، رئيس البلدية المهندس احمد قمرالدين، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية ايهاب نافع ممثلا امين الجماعة عزام الايوبي ومرشحها في طرابلس وسيم علوان، رئيس الجمعية اللبنانية التركمانية احمد تركماني وعائلة الراحل وعدد من اساتذة الجامعات وهيئات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية واعلامية ونشطاء من المجتمع المدني.
البداية مع النشيد الوطني ونشيد الفيحاء، ثم ألقى الإعلامي أحمد درويش كلمة حيا فيها الحضور، وقال: “نجم هوى، ورد زوى، لم ينكسر قلمك، لم ينكسر علمك ويبقى العلم والقلم على هضبة هرم ما كان ليسقط أمام السقم، بل كان القسم أن تهزم الداء بصهيل الحمام، أن تسفر كغيمة على متن أبجدية الجرأة يا من سقطت بالإنتصار على الألم، وعلى إيقاع فارس غفى على وتر على نغم، عبد السلام غيابك وجع، فأنت أول الحاضرين”.
وحيا نقيب المحررين في مستهل كلمته روح تركماني، وقال: “عشق مهنة المتاعب باكرا. فكتب، في محرابها، وإنتقد، وحلل، وأجرى الأحاديث مع كبار في السياسة والمجتمع. كان الزميل الراحل عبد السلام تركماني مثالا في الإخلاص والوفاء. كان والحق يقال مثالا في التضحية والإقدام. غمس براعه في حبر الإبداع. وكان هذا البراع سلاحه أينما ألقى عصا الترحال في لبنان وخارج الحدود. في الصحف التي حرر كانت مقالاته وأبحاثه ودراساته قائمة على النصح والإرشاد، كما كانت سيفا مسلطا فوق رقاب ناشري الفساد والفوضى في هذا الوطن الأغلى”.
كلمة العائلة ألقاها نجل الراحل رامي تركماني، وقال: “أتقدم بالشكر الجزيل الى جميع السادة الحضور في هذا التكريم المتواضع. أقدر جميع الجهود المبذولة من قبل المحبين من أصدقاء وزملاء المهنة الأوفياء”.
وتابع: “تميزت مسيرة والدي المهنية بالحرية والثبات على المبادىء منذ إنضمامه لأسرة جريدة البلد فكافح وحارب من أجل تطبيقها. شغل منصب رئاسة النادي الإعلامي في الشمال فكان له الأب المعطاء بالجهد والدعم والتشجيع، وكان مثال الصحافي الذي قدم للمهنة وحافظ عليها نظيفة وبموضوعيته كان صوته يتردد عبر إذاعة صوت لبنان ناقلا الخبر بوضوح بشهادة كل من عرفه، كلمته دائما حرة ومحافظة على المبادىء التي كلفته الكثير، شاكرا وزير العمل محمد كبارة على وقوفه الى جانب العائلة.
ختاما ألقى راعي الاحتفال الرئيس أحمد قمرالدين كلمة قال فيها: “أن أتحدث عن قامة إعلامية كبيرة أعطت طرابلس وكل الشمال عصارة عقلها ونتاج فكرها، ليس بالأمر السهل، خاصة ونحن في حضرة الإعلام والاعلاميين، أصحاب الكلمة والقلم ورواد السلطة الرابعة في لبنان. لم يكن عبدالسلام تركماني أول شخص يصاب بمرض عضال ولن يكون الاخير، لكن عندما علمنا بمرضه، شعرنا بالخسارة المقبلة علينا، لعلمنا بحالته الصحية الصعبة. وبالرغم من كل ذلك فإن عبدالسلام تركماني كان صلبا مقاوما المرض بإسلوبه، مستمرا بجرأته وصراحته وينتظره القراء يوميا بشغف، كان عبدالسلام تركماني، المتواضع المثقف، يحمل هموم الناس في مدينتنا الحبيبة طرابلس، ويعكس هذه الهموم والشجون للرأي العام في قالب مشوق فيه الكثير من الخير والمصداقية والنظرة الثاقبة والجرأة على قول الحق ونقل الحقيقة ونصرة المظلوم”.
وفي ختام الاحتفال قدم قمرالدين وكبارة وعون لنجله درع البلدية تكريما للراحل.