كشف وزير الصحة العامة غسان حاصباني أرقاما صادمة وخطيرة حول تنامي مرض السرطان في لبنان، والناتج عن حرق النفايات، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت لمى فقيه، وطالب فيه مجلس الوزراء “باتخاذ قرارات سريعة وحازمة في ما يتعلق بتنفيذ خطة معالجة النفايات”.
أشار حاصباني الى أن محارق النفايات العشوائية لا تستثني أحدا في لبنان، لافتا الى وجود اكثر من 940 مكبا عشوائيا للنفايات وأكثر من 150 موقعا تُحرق النفايات في الهواء الطلق أسبوعيا.
وأكد أن الجسيمات الناتجة من حرق النفايات في الهواء الطلق تؤثر سلبا على الصحة العامة،
حيث مع كل زيادة 1 في المئة من الجسيمات يزيد احتمال الاصابة بسرطان الرئة بنسبة 14 في المئة، ويتعرض الذين يعيشون في المناطق الملوثة لزيادة في نسبة الوفاة بسرطان الرئة بحدود 20 في المئة، كما أن حرق النفايات في الهواء الطلق يزيد احتمال الإصابة بأمراض الرئة بنسبة 200 في المئة، في حين أن 110 في المئة من سرطانات الجهاز الهضمي يتسبب بها شرب المياه الملوثة، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو يتسبب في 40 في المئة من الوفيات الناتجة من أمراض السرطان والقلب في لبنان”.
وكشف حاصباني أن عدد المرضى الذين يحصلون على العلاج على نفقة وزارة الصحة لأمراض السرطان وصل الى اكثر من 6000 مريض، وأن المصابين بسرطان الرئة في لبنان وصلوا الى زهاء 1212 مريضا، ومرضى سرطان “الكولون” الى اكثر من 1090، وذلك بحسب احصاءات السجل الوطني للعام 2015.
كما ان معدل كلفة الدواء لمعالجة مريض مصاب بسرطان الرئة يقارب 13000 دولار، وهذه الكلفة كانت 5000 في عام 2012 لكن الأدوية المتطورة زادت هذه الكلفة بشكل كبير.
وأشار حاصباني الى أنه في العام 2016 سجلت 13 الف اصابة سرطان جديدة.
وقال: “ما دام الشعب اللبناني يتنشق الموت بسبب النفايات والتلوث البيئي، ستستمر هذه الأمراض بالازدياد ومعها أوجاع المرضى واهلهم والكلفة العلاجية على الدولة والمواطن والاقتصاد.
من جهتها قالت فقيه: لقد بدأنا حملة لتوقيع عريضة تطلب من كل من مجلسي النواب والوزراء تبني قانون على المستوى الوطني لضمان إدارة النفايات في شكل يحترم القانون الدولي، وطلبت من الجميع توقيع العريضة والمطالبة بوقف حرق النفايات، تحت شعار: “من حقك أن تحمي صحتك”.