هل تتشتت أصوات الكتائب في الدائرة الثالثة شمالا؟… مرسال الترس

يبدو واضحاً أن جو الترقب والانتظار وفرك اليدين يتحكم بأداء معظم الجهات السياسية والحزبية، ليس على صعيد الشمال فحسب وإنما على مساحة الوطن والدوائر الخمسة عشر التي رسى عليها قانون الانتخاب النسبي.

على سبيل المثال لا الحصر فتيار المستقبل ينتظر أحدث الاشارات من المملكة العربية السعودية لجهة حسم تحالفاته، أو ما يرتبط بخصومه. وهو بذلك لم يُقدم حتى الساعة على حسم ترشيحاته إن في بيروت او طرابلس او صيدا أو البقاع الغربي أو سواها.

في هذه الاثناء تبدو أعين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وغيرهما شاخصة باتجاه التيار الازرق ليفتح ستارة مسرحه. وهي تعلّق ترشيحاتها في العديد من المناطق ولاسيما في بيروت وجبل لبنان وزحلة والشمال، في وقت يُلاحظ فيه أن الثنائي الشيعي هو الأكثر ارتياحاً على وضعه من بقية الافرقاء الذين سيخوضون المعارك الانتخابية وأيديهم على قلوبهم.

ومن هذه الزاوية يبدو حزب الكتائب في أزمة فعلية في الدائرة الثالثة التي تُصنّف بانها الأهم مسيحياً عن كل الدوائر، إذ أنها تضم عشرة نواب بينهم سبعة من الموارنة وثلاثة من الروم الارثوذكس والمنتظر أن يكون لها تداعيات ذات وزن في أكثر من إتجاه.

والملاحظ قبل اسبوعين فقط من فتح باب الترشيحات، أنه لا تبدو أية ملامح عن الاتجاه الذي سيسلكه الحزب في تحالفاته المحصورة بثلاثة احتمالات في هذه الدائرة حتى الساعة، وهي التيار الوطني الحر وتيار المرده وحزب القوات اللبنانية، وفي هذا السياق يؤكد النائب الوحيد للحزب في هذه المحافظة سامر سعاده لـ″سفير الشمال″ أن ″الحزب لم يحسم حتى الساعة خياراته″، مشدداً رداً على سؤال أنه ″سيترشح في هذه الدائرة عن قضاء البترون (مسقط رأسه) وليس في دائرة طرابلس التي مثّل الموارنة فيها بانتخابات العام 2009.″

وعن احتمال تبادل الاصوات بين الكتائب والقوات في قضائي البترون والكورة من أجل فوز كل منهما بمقعد، يجدّد سعادة القول ″أن لا شيئ محسوما حتى الآن″.

وعما اذا كان الحزب بصدد مقايضة تمثيله في الشمال بموقع آخر على الساحة اللبنانية، يؤكد أن ″هذا الامر يقرره المكتب السياسي للحزب″.

وعليه، هل سيستطيع حزب ″الله والوطن والعائلة″ أن يحافظ على تمثيله في الشمال الذي بدأ في العام 1968 مع الرئيس السابق للحزب النائب والوزير جورج سعادة (والد النائب سامر سعادة)، عبر السير بتشكيل محور رابع في الدائرة الثالثة من الشمال، أم ستتشتت أصواته في هذه الدائرة لصالح القوى الأخرى؟

سؤال لن تطول الاجابة عليه، لأن الاهتمام الجدي والعملي لفرز قمح الانتخابات عن زؤانها سينطلق جدياً خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة على أبعد تقدير.

Post Author: SafirAlChamal