الحريري يتوعّد من خانوه ببقّ البحصة: ″هلا بالخميس″!… عبد الكافي الصمد

بعد صمت إستمر قرابة ثلاثة أسابيع أعقبت خروجه من السعودية إثر احتجازه فيها وإجباره على تقديم إستقالتها منها، قبل أن يعود عنها في بيروت، قرر رئيس الحكومة سعد الحريري نفض الغبار عن كثير من الإلتباسات والأقاويل التي رافقت ما تعرض له من ″خيانات″ بين لبنان والسعودية.

منذ عودته إلى بيروت مزوّداً بدعم سياسي وشعبي كبير، من داخل لبنان وخارجه، فضّل الحريري عدم التحدّث عن ″الأيام السود الـ13″ التي أمضاها رهينة في المملكة، لكن إشارات عدة كانت تصدر عنه، بشكل غير مباشر، كانت تعطي إنطباعاً أن الأمر ليس على ما يرام، وأن الحريري يُحضّر نفسه لإجراء نفضة كبيرة داخل تيار المستقبل ووسط حلفائه، والقيام بغربلة واسعة لمحاسبة وإبعاد كل من خذله وخانه وتآمر عليه، وسعى لوراثته سياسياً وهو لمّا يزل بعد على قيد الحياة.

تريّث الحريري في كشف ما لديه من وثائق وملفات وإثباتات تدين الذين تآمروا عليه وخانوه، تشبه إلى حد ما في الشكل تريثه في تقديم إستقالته ومن ثم تراجعه عنها، لأنه أراد أعطاء نفسه الوقت الكافي للتأكد من كل المعلومات التي بين يديه في هذا المجال، وكي لا يتسرّع في اتخاذ مواقفه وإصدار أحكامه، التي على أساسها سوف تُرسم معالم المرحلة المقبلة، خصوصاً بما يتعلق بالتحالفات السياسية والإنتخابية التي سيبرمها في استحقاق الإنتخابات النيابية في أيار العام المقبل.

أول من أمس كشف الحريري اللثام عن موعد ″بق البحصة″، وتسمية الذين خانوه وطعنوه في الظهر، وهو مساء غد الخميس خلال المقابلة التي سيجريها معه الزميل مرسال غانم في برنامج ″كلام الناس″ على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال.

فخلال لقائه حشوداً من منسقيّة تيار المستقبل في بيروت وعائلات بيروتية، قال الحريري إن ″هناك من أراد أن يستغلّ علاقاتنا المميزة مع السعودية، للإساءة إليّ شخصيّاً. وهناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن في الظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كلّ حالة على حدة”، واعداً بأنّه ″سيبقّ البحصة″، وهي بحصة كبيرة، وسأسّمي الأشياء بأسمائها″.

وبما يشبه التحريض والتحضير المسبق لما سيقوله بعد غد، خاطب الحريري جمهوره في العاصمة، قائلاً: ″جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم حين كانوا يردّدون مواقف تحدٍّ لحزب الله وسياسة إيران ظاهريّاً، وجدنا في النهاية أنّ كلّ ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري، فهم كانوا يتهجّمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنّهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كلّ ذلك كان بمثابة أكبر عملية إحتيال علينا جميعاً″.

من يعرفون الحريري جيداً لمسوا في كلامه أمرين: الأول أنه تحدث بمرارة كبيرة عن حلفاء وأصدقاء ومحازبين خانوه وغدروا به، والثاني أنه لم يتحدث عن هؤلاء بهكذا وضوح من قبل، حرصاً منه على وحدة ″تيار المستقبل″ وفريق 14 آذار، ولكن وصول الأمور إلى حدّ سعيهم لـ″إنهائه″ سياسياً دفعه إلى قلب الطاولة في وجههم.

لكن من هم هؤلاء الخونة؟ مع أن الحريري لم يوجّه أصابع الإتهام مباشرة إلى أحد، لكن ما تسرّب عن مقريبن منه وفي وسائل إعلام محسوبة عليه، أشارت إلى أسماء محددة لم يعد الإتيان على ذكرها يسبب أي حرج، ومن أبرزها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الوزير السابق أشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد.

غير أن لائحة هؤلاء ″الخونة″ في نظر الحريري طويلة، وإلا لما توعد بكشفها، ما دفع نائب القوات اللبنانية عن الكورة فادي كرم ليسارع للقول، على قاعدة ″يلي تحت باطو مسلة بتنعرو″، إن ″كلام الحريري عن أنه سيبق البحصة عن الأحزاب التي طعنته بظهره، لا يعني القوات اللبنانية″.

ويبدو من بعض المعطيات المتوافرة أن لائحة الحريري للخونة تتضمن أسماء من داخل تيار المستقبل، ومن فريق 14 آذار، ومن حلفاء وأصدقاء، من غير إسقاط بعض الخصوم، ما جعل اللبنانيين ينتظرون الخميس على أحرّ من الجمر ليسمعوا ماذا في جعبة الحريري، وهم يردّدون الأغنية التي اشتهرت مؤخراً وانتشرت كالنّار في الهشيم: ″هلا بالخميس″.

Post Author: SafirAlChamal