إنتخابات أطباء الأسنان: خسارة مدوية لـ″المستقبل″ أمام المستقلة د. رولا ديب… غسان ريفي

election

تعرض ″تيار المستقبل″ لخسارة مدوية في إنتخابات نقابة أطباء الأسنان، حيث خسر مرشحه ″القوي″ الدكتور طوني شاهين، أمام المرشحة المستقلة الدكتورة رولا ديب التي فازت بمنصب النقيب في معركة إنتخابية مشهودة خاضها المستقلون ضد التدخلات السياسية في النقابة، ودفع فيها “المستقبل” ثمنا غاليا لتعاطيه السياسي ″الفوقي″ مع الأطباء بالدرجة الأولى، ومع حلفائه بالدرجة الثانية، الذين فاجأهم باعلان مرشحه من دون العودة إليهم لا سيما القوات اللبنانية، فانتظروه على “كوع” الانتخابات وردوا له ″الصاع صاعين″.

يمكن القول أن الدكتورة رولا ديب نجحت مع فريق عملها من التحضير جيدا للمعركة الانتخابية، حيث إستفادت من كل الثغرات التي لم يتنبه لها المستقبل، بسبب الثقة الزائدة التي تعاطى بها في هذه الانتخابات، حيث إعتبر أن المعركة منتهية لمصلحة مرشحه طوني شاهين الذي بدأ بدوره يتلقى التهاني منذ أن أعلن أحمد الحريري ترشيحه في حفل عشاء أقيم بالتزامن مع عشاء أقامته النقابة لمناسبة إفتتاح مقرها الجديد، ما إعتبره البعض محاولة من الحريري تهدف الى شق صف النقابة عشية الانتخابات.

ولا شك في أن الفوز المدوي أيضا، للدكتورة رولا ديب جاء نتيجة عوامل عدة أبرزها:

أولا: الدعم المطلق من بعض النقباء السابقين، وفي مقدمتهم النقيب الدكتور أديب زكريا، الذي وجه رسالة شديدة اللهجة الى “تيار المستقبل”، بأنه متجذر في النقابة، وأن فوزه في منصب النقيب قبل ثلاث سنوات جاء بفعل حضوره وعلاقاته مع كل مكونات النقابة، وليس فقط بسبب دعمه له.

ثانيا: إعلان المستقلين بشكل غير مباشر رفضهم هيمنة تيار المستقبل على النقابة، فتحلقوا حول الدكتورة ديب في الدورتين الأولى، والثانية على منصب النقيب.

ثالثا: إعطاء شريحة واسعة من أطباء تياريّ العزم والكرامة أصواتهم الى النقيبة الجديدة، ما شكل رافعة لها، علما أن التيارين كانا تركا الخيار لأطبائهما لاختيار الأنسب، وقد نجحت الدكتورة ديب في إستمالتهم.

رابعا: وقوف المرشحة الدكتورة هلا عبود ومعها النقيبة السابقة راحيل الدويهي الى جانب الدكتورة ديب في المعركة على منصب النقيب، حيث لم يحالف الحظ الدكتورة عبود في الدورة الأولى للدخول الى مجلس النقابة، فحصدت بمفردها وبقواها الذاتية 91 صوتا، لكنها في الوقت نفسه أثبتت مع الدويهي أنهما تشكلان قوة إنتخابية وازنة في النقابة.

خامسا: نجاح الدكتورة رولا ديب في إقناع أطباء الأسنان ببرنامجها، حيث بذلت مجهودا مضنيا خلال الأسابيع الماضية في عقد الاجتماعات واللقاءات معهم لمناقشة كل شؤون وشجون النقابة، الأمر الذي مكنها من إستمالة كل المستقلين إضافة الى كل الرافضين للهيمنة السياسية على النقابة، والتعاطي الفوقي مع الأطباء.

يمكن القول أن الدكتورة ديب تفوقت على نفسها في هذه المعركة التي كان مسرحها غرفة التجارة في طرابلس، فحصدت في الدورة الأولى التي شارك 375 طبيبا، 209 أصوات متقدمة بذلك على المرشحين الفائزين من لائحة تيار المستقبل كريم مبيض (173 صوتا) وعمر العثمان (149 صوتا) أما مرشح المردة الذي كان على هذه اللائحة شادي فرنجية فلم يحالفه الحظ، كما حصلت المرشحة لمنصب النقيب الدكتورة هلا عبود على (91 صوتا).

وقبل إعادة فتح صناديق الاقتراع للتصويت على مركز النقيب، نجحت المساعي في توحيد جهود المستقلين خلف الدكتورة ديب التي خاضت معركتها ضد عضو مجلس النقابة الدكتور طوني شاهين، حيث شارك في عملية الاقتراع 350 طبيبا، حصدت ديب 195 صوتا منهم مقابل 155 صوتا لشاهين، لتتربع على سدة نقابة أطباء الأسنان في طرابلس، في حين فاز غسان مخلوف ونقولا جلاد عن الصندوق التقاعدي، وعن المجلس التأديبي فازت رولا الطبشة وأحمد إسماعيل.

إثر إعلان النتائج، أكدت النقيبة الجديدة رولا ديب أن “الانتخابات أصبحت وراءنا، وأن غدا يوم آخر من العمل والتعاون بين جميع مكونات النقابة، من أجل تحقيق التطلعات التي تهدف الى النهوض بها وبالمهنة بشكل عام”.  

Post Author: SafirAlChamal