حمل توفيق سلطان الى غرفة التجارة في طرابلس بشرى الموافقة على قرض بقيمة 86 مليون دولار، من البنك الإسلامي للتنمية لإستكمال البنى التحتية في مرفأ طرابلس، كما حمل هموم المدينة عموما، وكيفية التعاطي معها من السلطة السياسية خصوصا، وذلك خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس الغرفة توفيق دبوسي.
سلطان نوه بالرئيس دبوس وبحيويته وإجتهاده بإستحضار دور طرابلس الإقتصادي في المنتديات سواء كانت داخلية أم عربية أم دولية، مشيرا الى أنه إستعرض حاجات طرابلس أكثر من مرة مع رئيس الحكومة، وأبلغه أننا لا نطلب المستحيل، ولا نطالب بحقوقنا الضائعة، بل نريد تفعيل ما هو ممكن اليوم، لأن في طرابلس مشاريع مبتوتة وميزانياتها موجودة وقد رصدت لها المبالغ اللازمة وقد عُطلت بلا أسباب موجبة وذلك لفقدان حسّ المتابعة، داعيا القيادة السياسية الى أن تكون نشطة أكثر مما هي عليه الآن، لتتمكن من تحريك المشاريع، مبديا أسفه لأن الكل يعمل خارج إطار مصلحة طرابلس العليا، فالبعض يريد إسقاط النظام في سوريا والبعض الاخر ربما يريد اسقاط النظام في لبنان، متسائلا: من يهتم بمشاريع طرابلس وبمصالحها؟.
ورأى سلطان أنه منذ ستين عاماً لم نعرف مشروعاً منتجاً لطرابلس سوى المرفأ، وكنا عرفنا بمشروع ضخم اسمه معرض رشيد كرامي الدولي، ويبلغ ثمن أرضه مليارات الدولارات، ولولا معرض الكتاب المحدود الذي يقام فيه سنوياً وبعض المناسبات الإجتماعية لامكننا القول انه مرفق معطل بالكامل، لافتا الانتباه الى أن تشييد الملعب الأولمبي عبّر عن سخف الإدارة السياسية آنذاك كونه من دون مواقف للسيارات وقد شوه مدخل طرابلس الجنوبي، واليوم لا نعرف ما اذا كان ملعباً اولمبيا أو ثكنة عسكرية.
وقال سلطان: إذا أستعرضنا الواجهة البحرية لطرابلس من الملعب الأولمبي حتى المرفأ فإننا نجهل تماماً ما اذا كانت هذه المدينة سياحية ام إقتصادية ام غير ذلك، فهناك مخالفات فاضحة واضحة خلافا للقوانين وخلافا للذوق السليم، مبديا عتبا على الاعلام الذي لا يخصص مساحة كافية للمدينة ويقتصر إهتمامه على ملاحقة القضايا التي تعيد طرابلس الى الوراء ويعتبرون أنها مدينة التزمت والتعصب، وبالأمس سمعنا وزير داخلية سابق يتحدث عن طرابلس بأنها قلعة المسلمين، ويقول أننا سنكون في المستقبل أمام جونية قلعة للمسيحين وهكذا دواليك.
أضاف: لقد جئت الى الغرفة لأمرين أساسيين، فقد تمت الموافقة على قرض بقيمة 86 مليون دولار، من البنك الإسلامي للتنمية لإستكمال البنى التحتية في مرفأ طرابلس وبذلك يتم التكامل مع خدمات مرفأ طرابلس بما في ذلك خط سكة الحديد داخل حرم المرفأ وصولاً الى مداخله بحيث تصبح جاهزة لربطها بالشبكة المزمع تنفيذها بين طرابلس وحتى الحدود السورية، كما تتضمن المبالغ تغطية نفقات ربط مرفأ طرابلس بالأوتوستراد الدائري الغربي وهذا القرار يستدعي اليوم موافقة مجلس الوزراء الذي عليه إستعجال إحالته الى المجلس النيابي لإقراره. وقد أكد لي الرئيس نبيه بري انه على إستعداد لوضعه على جدول أعمال مجلس النواب فور وروده الى دوائر المجلس، كما أكد لي مراراً انه ملتزم بمشاريع طرابلس أسوة بإلتزامه بمشاريع صور والنبطية والجنوب وانا اوجه له في هذه المناسبة التحية من هنا من طرابلس.
وأشار سلطان الى التعطيل الذي يخيم على بلدية طرابلس بعد عام على إنتخاب مجلسها الجديد وهو لم يستطع أن يخطو أي خطوة الى الأمام وعلى العكس فان الأساسيات تبقى ثابتة، وهذا الكلام بات معروفا وفقاً لكلام اعضاء المجلس البلدي وانطباع الرأي العام في المدينة لافتا الى أن كل المدن الساحلية تتطور، بينما طرابلس تتراجع لأن قوى التعطيل حاضرة وجاهزة وأي مشروع نتقدم به يواجه بالإستهداف والشبهات وإطلاق إتهامات السمسرة، فيتحول البعض الى خبراء بالهندسة او فنيين أو أخصائيين قانونيين أو دستوريين والأهم هو التعطيل، مؤكدا أن طرابلس لا يمكن أن تكون أو أن تبقى قرية، ففي رأسمسقا الكثير من معالم الحضارة التي نفتقر اليها في طرابلس ودائماً برأينا أن التقصير الذي يصدر عن الدولة يجب على المجالس البلدية ان تعوضه فهم أبناء المدينة لكن للأسف لا شء يحصل هذا القبيل.
وإذ دعا سلطان الدولة الى أن تتدخل وتعمل على تصحيح الأمور، قال: يفترض برأس السلطة الادارية ومن يمثل قمة الهرم وهو المحافظ ان يقوم بواجباته، لأنني سمعت كلاماً منه وعنه لم يسرني، فالسراي ليست مكتباً إنتخابياً ولا مكتباً سياسياً ولا مجموعة حزبية تدير شؤون المدينة، فطرابلس ارفع مستوى من ذلك، وقد مر عليها محافظون على أعلى المستويات نذكر منهم: نورالدين الرفاعي ونعيم عياش ومنهم الشهيد قاسم العماد الذي دفع دمه في المدينة لذلك نحن لا نقبل أن تهبط قيادة الدولة في طرابلس الى هذا المستوى.
وختم سلطان: أقول ذلك، عشية حضور مجلس الوزراء للانعقاد في طرابلس لتكون الأمور كلها واضحة، ونحن نتحدث في الأمور التي تنفع الناس، وأما الزبد الذي يصدر على شكل مؤتمرات وتصريحات وتسريبات تنعقد هنا وهناك فلسنا معنين بها ولم تؤد يوماً الى أي نتيجة وإذا كان بعضها إستحضار إنتخابي فنحن لسنا منه في شيء، وأقول هذا الكلام في مكانه الطبيعي من غرفة طرابلس وعلى مسؤوليتي الشخصية فالغرفة هي لكل الناس، وكل من لديه مشروعا انمائيا او اقتصاديا فمن الأنسب بقناعتنا أن يعرضه على الغرفة .
من جهته رحب دبوسي بالصديق سلطان، مثنيا على قرض البنك الاسلامي الذي يوجد منه 25 بالمئة هبة، والباقي مقسط من دون فوائد، معتبرا أنه مشروع وطني بإمتياز، مؤكدا أن طرابلس باتت حاجة للبنان، ولبنان يشكل حاجة للمنطقة وللمجتمع الدولي، وكل ما نتمناه أن يكون إلتفاف حول لبنان وإقتصاده وحول طرابلس ومرافقها لا سيما المرفأ الذي نؤكد أنه ووفقاً لقناعتنا سيلعب دوراً على مستوى لبنان والمنطقة والمجتمع الدولي، وبشكل منتظر على مستوى إعادة إعمار بلدان المحيط العربي.
وأعرب دبوسي عن فخره بسلطان لمتابعته بشكل حثيث المشاريع الإنمائية لطرابلس وهو الشخصية الوطنية التي تلعب دورا إيجابيا في خدمة الإقتصاد الوطني.
ثم أطلع دبوسي سلطان على مختلف المشاريع التي تحتضنها الغرفة.