الكورة: إستنفار لمواجهة الأمراض الفتاكة بشجرة الزيتون

 خاص ـ سفير الشمال

ما تزال الكورة تتميز باهتمام اهلها بالزراعة اضافة الى انشغالهم الاول بتحصيل العلم والمعرفة، حيث ان هناك ما يزيد عن 5600 مالك لاراض مزروعة باشجار الزيتون، يزيد حجم الملكية الواحدة منها عن الالف مترا مربعا، يتابع شؤون زراعته عبر المركز الزراعي في أميون التابع لوزارة الزراعة.

وفي حين يعيش المزارعون هاجس الامراض التي تفتك بارزاقهم لاسيما مرض عين الطاووس، فان وزارة الزراعة عبر مركزها في الكورة باشرت باجراء مسح ميداني شامل للبساتين الزراعية على بكتيريا Xylella Fastidiosa  خشية تفشي هذا المرض في الكورة، التي تعد من المناطق الرئيسية في لبنان بزراعة الزيتون، بعد ان استفحل المرض في بلدان اميركا اللاتينية وفرنسا وايران وايطاليا وغيرها. اذ ان هذا المرض يؤدي الى ابادة مساحات شاسعة مزروعة بالزيتون، عن طريق انتقاله عبر حشرة النطاط Cicadelle. وتكمن خطورته بعدم وجود اية علامات او اشارات تدل على الاصابة، الا بعد يباس الاغصان وموت الشجرة. بحيث انه يتشابه في اولى علامات ظهوره مع امراض اخرى فطرية او نقص العناصر الغذائية، وغيرها.

وما يجعل وزارة الزراعة تهتم بعملية المسح على ما يقارب الـ 22 موقعا زراعيا في الكورة ان المختبرات الخاصة بهذا المرض البكتيري غير متوفرة في لبنان الذي يتعامل بهذا الاطار مع مختبرات ايطاليا.

الحملة في الكورة مستمرة حتى شهر تشرين الثاني المقبل، ورئيسة المركز الزراعي في الكورة المهندسة مروى حمود تتواصل مع اصحاب المواقع المختارة لعملية المسح لانجاح العمل، والتثبت من خلو الكورة من هذه البكتيريا المدمرة. بحيث ان ظهورها يتطلب وضع خطة شاملة لحرق كافة البساتين المحيطة وعدم اقتصار المكافحة على المنطقة المصابة.

يترافق ذلك مع عملية المسح التي يعمل عليها المركز الزراعي لاجراء احصاءات عن الملكيات الزراعية، الخاصة بالاهالي، بما يؤثر في توجيه السياسة الزراعية، ان على مستوى البرامج او التوجيه وتقديم المساعدات وتحسين الانتاج وجمع المعلومات وغيرها. وهذه الاحصاءات تعمل عليها الوزارة مرة كل عشر سنوات. وقبل ثلاث سنوات من بلوغها، تعمل على جمع احصاءات متكررة من مواقع محددة حصرا للمزارعين انفسهم.

هذه الاحصاءات التي تجريها حمود اليوم، هي من ضمن هذه السنوات الثلاث، حيث ان تغيرات كبرى تطرأ على هذه الملكيات من عمليات بيع وانتقال مع تسجيل اهتمام بالغ من بعض المالكين بالعمل في مواسمهم الزراعية والاحتفاظ برزقهم رغم جميع الصعوبات وتحديات العصر.

Post Author: SafirAlChamal