المتحد يُدخل طرابلس الى المربع الذهبي… غسان ريفي

1 (1)

طوّق فريق المتحد عنق طرابلس بالذهب، وأكد أنه المدافع الدائم عنها، وعن حضورها وصورتها الحضارية المشرقة، وأهدى أهلها وجمهوره العريض إنجازا جديدا من عيار الذهب، بتأهله الى المربع الذهبي لبطولة لبنان بكرة السلة، بعدما حسم سلسلة ″البلاي أوف″ مع فريق اللويزة لمصلحته (3ـ2) إثر فوزه الغالي عليه (78ـ62) في المباراة ″المجنونة″ التي أقيمت بينهما على أرض ملعب مركز الصفدي الرياضي.

في البداية، لا بدّ من التوقف أمام المبادرة الأخلاقية الرائعة لادارة فريق اللويزة، والتي لم يسبق أن شهدتها ملاعب بطولة لبنان من قبل، حيث حرصت الادارة بعد المباراة وبرغم خسارة فريقها على تهنئة رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي وقدمت له باقة من الورد عربون محبة وأخوة وتقدير..

وجسّدت مبادرة اللويزة قمة الروح الرياضية السامية والأخلاق العالية الرفيعة التي يجب أن تسود كل الملاعب اللبنانية، وعبرت عن التمسك بالتآخي والمحبة والعيش الواحد، والوحدة الوطنية.

وبالعودة الى تفاصيل المباراة، فيمكن القول أنها كانت فقط لـ″أصحاب القلوب القوية″، حيث شهدت تطورات وتقلبات في النتيجة، أدت الى ″حبس أنفاس″ كل من كان في الملعب، وكل من تسمّر على شاشات التلفزة لمتابعة هذا اللقاء الحاسم، الذي حافظ المتحد من خلاله على الهوية السلوية الطرابلسية، وأكد أن الفيحاء ستبقى دائما رأسا في المعادلة، وأنها الشريكة الأساسية والدائمة في كل المنافسات على الابداع والتألق.

كل شيء في ملعب مركز الصفدي كان من عيار الذهب أمس، فالمتحد كان في قمة عطائه، واللاعب رامل كوري تفوق على نفسه، وتغلب على إصابته وأوجاعه، وقدم واحدة من أجمل مبارياته وحل أفضل مسجل في المباراة برصيد (27 نقطة)، واللويزة إستحق شرف الاستبسال بالروح القتالية والرياضية، والجمهور الطرابلسي بقيادة ″رابطة جمهور المتحد″ كان لاعبا أساسيا فرض نفسه في الملعب من خلال التشجيع الحضاري، ورئيس المتحد أحمد الصفدي وفى بالوعد الذي قطعه بأن يكون ″سفير طرابلس والشمال″ دائما في المقدمة وصاحب الكلمة المسموعة لبنانيا، وهو أهدى هذا الفوز الى كل أبناء طرابلس الذين يليق بهم الفرح، وأثنى على كل اللاعبين والجمهور الذين نقلوا مدينتهم التي يحبون الى المربع الذهبي للبدء بمنافسة من العيار الثقيل مع فريق الهومنتمان في نصف نهائي بطولة لبنان.

سيطر المتحد على مجريات الربع الأول وتقدم بعشر نقاط حارما لاعبي اللويزة من التسجيل لمدة خمس دقائق مارس خلالها دفاعا أغلق منطقته، لكن أبناء كسروان لم يعدموا وسيلة، الى أن وجدوا طريقهم الى السلة الطرابلسية ودخلوا شيئا فشيئا في أجواء المباراة.

وفي الربع الثاني تكافأت المباراة، فعادل اللويزة النتيجة ثم تبادل التقدم مع المتحد لترتفع حدة المنافسة والحساسية للمباراة التي شهدت شدا عصبيا من لاعبي الفريقين دفعهم الى إرتكاب عدد من الأخطاء، والتي سرعان ما كانت تُستثمر من فريق الخصم للتسجيل والتقدم، الى أن نجح المتحد في إنهاء الشوط الأول لمصلحته بفارق 3 نقاط (32ـ29).

2 (1)

في الربع الثالث عرف المتحد كيف يعطل مفاتيح اللويزة ويشل تحركاتهم، وفرض رامل كوري رقابة لصيقة على نجم اللويزة جيروم جونسون وأفقده فاعليته و″أعدمه عافيته″ تحت السلة، فسجل فقط (11 نقطة)، ولم يكتف كوري بذلك بل قاد سلسلة من الهجمات الى جانب إيلي رستم وكليفلند وسبنسر بؤازرة شارل تابت، سمحت للطرابلسيين بالتقدم بفارق عشر نقاط حافظ عليهم المتحد من خلال آداء ثابت وقوي.

وفي الربع الأخير لعب اللويزة بكل أوراقه، ولم يترك سبيلا إلا وسلكه من أجل الوصول الى سلة المتحد من أجل تقليص الفارق، لكن الدفاع رفع السور الطرابلسي فتكسرت الهجمات اللويزية عليه، الى أن لاحت بشائر الانتصار التي فجرت المدرجات فرحا، فتدفق الجمهور الى أرض الملعب وإحتفل مع اللاعبين ومع رئيس النادي أحمد الصفدي.

Post Author: SafirAlChamal