لم يكن اكثر المتفائلين في طرابلس يتوقع ان يصدر المجلس البلدي بيانا بالإجماع يتضامن فيه مع رئيسه المهندس أحمد قمر الدين، لكن سلوك محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في استدعاء قمر الدين للاستماع الى أقواله في قضية هدر أموال في المسلخ التابع لاتحاد بلديات الفيحاء، وتسريب ذلك للإعلام، إستفز المجلس البلدي الذي سارع الى احتضان رئيسه، معتبرا ان سلوك نهرا معه يسيء الى مقام رئيس البلدية، والى طرابلس واهلها، مطالبا إياه بالاعتذار، وداعيا وزير الداخلية نهاد المشنوق الى محاسبته على هذا الفعل.
ويؤكد عدد من أعضاء المجلس البلدي ان المحافظ حاول الاساءة لرئيس البلدية، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، علما ان قمر الدين تعاطى مع المحافظ بكل إيجابية، وهو لم يكن مضطرا للذهاب اليه او تلبية استدعاءه لان ذلك يحتاج الى تكليف رسمي من وزير الداخلية، لافتين الانتباه الى ان المحافظ يستمر في سلوكه المسيء الى طرابلس واهلها وهو امر لم يعد من الممكن السكوت عنه.
ويكشف بعض الأعضاء أن المحافظ لم يتحدث مع رئيس البلدية في مضمون الاستدعاء، بل تحدث بأمور كان طلبها من قمر الدين ولَم ينفذها له، فضلا عن مطالبته بضرورة إبلاغه بكل الخطوات التي يقوم بها لا سيما بما يتعلق بازالة المخالفات والتعديات في أرجاء المدينة، ما أظهر بحسب بعض الأعضاء ان نهرا يتصرف مع قمر الدين بخلفية شخصية بحتة.
وكانت العلاقة بين قمر الدين وأعضاء المجلس البلدي قد عادت الحرارة اليها، بعد جلسة غسل قلوب عقدت فيما بينهم، جرى خلالها البحث في كل الأمور وتم الاتفاق على التعاون في كل ما من شأنه ان يخدم ابناء طرابلس، وتلا ذلك جلستين بلديتين أثمرتا عن إقرار الكثير من البنود التي كانت عالقة، كما ان إنفتاح الرئيس قمر الدين على ″تيار المستقبل″ وإعلان اللواء اشرف ريفي نبرؤه من المجلس، قد أعاد تنشيط العمل في البلدية بعد شلل شبه تام، وتسهيل تنفيذ الكثير من القرارات، ويترجم ذلك اليوم بزيارة أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الى البلدية لتقديم بعض المساعدات العاجلة لا سيما بما يتعلق بجبل النفايات.
وكان قمر الدين لبى استدعاء المحافظ نهرا، وأوضح ان ما تم تسريبه في الاعلام اساء له شخصيا واساء لطرابلس واهلها، لكن المجلس البلدي سارع الى الاجتماع رفضا لسلوك المحافظ وأصدر بيانا بالإجماع جاء فيه:
ان مجلس بلدية طرابلس مجتمعاً وبعد إطلاعه على الإساءة التي طالت مدينة طرابلس بشخص رئيس بلديتها ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين من محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا ، وبعد المداولة صدر عن المجلس بالإجماع ما يلي:
اولا: رفض الإساءة لمقام رئاسة بلدية طرابلس تلميحاً وتشهيراً عبر وسائل الاعلام
ثانيا: إن ما صدر عن محافظ الشمال هو إساءة لمدينة طرابلس رئيساً وأعضاء مجلس ومواطنين..
ثالثا: إن القانون يمنع ما قام به محافظ الشمال من إستدعاء رئيس بلدية طرابلس دون تكليف رسمي من وزير الداخلية حسب الأصول المرعية الإجراء..
رابعا: نطالب المحافظ بالإعتذار العلني من أهالي طرابلس ورئيس بلديتها…
خامسا: نطالب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالتحقيق مع المحافظ لتخطيه القانون في هذا الاستدعاء..
سادسا: نطالب بتحويل ملف المسلخ بكامله إلى القضاء المختص بدءاً من المرحلة الأولى والتوسع بالتحقيق.
سابعا: نطالب وزراء ونواب وفعاليات المدينة بتحمل مسؤولياتهم والدفاع عن كرامة طرابلس والسلطة المحلية فيها ووضع حد لتجاوزات المحافظ.
وأخيراً فإن المجلس البلدي لن يقف مكتوف الأيدي بل سيرفع صوته عالياً باسم المدينة وأهلها
