إقتراحٌ قواتي في غير زمانه ومكانه!… مرسال الترس

عشية بدء السنة الجديدة التي ستشهد انتخابات نيابية غير مسبوقة لجهة شكل القانون النسبي، تبدو مختلف القوى غير متوازنة الآداء لجهة الطريقة التي تراها مناسبة أن تعتمدها للمحافظة على ما حققته في النظام الاكثري الذي تحكّم بالحياة السياسية في لبنان منذ قيام الجمهورية قبل سبعة عقود، احياناً عبر القضاء واحياناً أخرى من خلال المحافظة أو ما بينهما.

بالرغم من قصر المدة فان العديد من القوى ما زالت تتهيب اطلاق ماكيناتها الانتخابية او الافصاح عن شكل وحجم تحالفاتها، باستثناء حزب القوات اللبنانية الذي خرج رئيسه سمير جعجع في الساعات الاخيرة من السنة ليبلغ اللبنانيين بأن حزبه هو المؤهل أكثر من سواه لاحداث “التغيير المطلوب” في البلد، ويدعوهم بكل بساطة للاقتراع لمرشحيه في كل الدوائر الانتخابية من أجل إحداث النقلة النوعية في التركيبة السياسية، ولكن يبدو أنه قد سهى عن باله أنه قد وقع في مغالطات عدة أبرزها:

أولا: أنه “شفط” شعار التغيير الذي يعتمده تكتل التغيير والاصلاح باعتباره الترجمة النيابية للتيار الوطني الحر وحلفائه منذ “دزينة” من السنوات، وذلك ربما لسببين: الاول هو اقتناعه بأن التكتل المشار إليه قد أخفق في تنفيذ ما وعد به، وأن القوات هي الاولى بالمعروف. وبالتالي فهو بذلك حذا حذو رئيس الحكومة سعد الحريري عندما وضع يده على شعار “النأي بالنفس” الذي ابتكرته الحكومة الثانية للرئيس نجيب ميقاتي قبل سبع سنوات. وربما ذلك ناتج عن التقصير في إبتكار الافكار!

ثانيا: أليس من المبكر طرح مثل هذا الاقتراح قبل أربعة أشهر من الانتخابات، في حين أنه من الاجدى طرحه قبل ساعات من العملية الانتخابية ليعطي النتيجة المرجوة، أم أن هناك ما يقلق جعجع والقوات لجهة التحالفات الخماسية المطروحة والتي ترى القوات انها ستكون بعيدة عنها، وبالتالي من المستحسن الصراخ ورفع الصوت للفت النظر؟

إنها اسئلة يمكن تلمس الاجابات عنها في الاشهر الثلاثة المقبلة، حيث ستظهر كل القوى على حقيقتها وحجمها في القانون النسبي الذي يصفه البعض بـ”اللعين” الذي يجب إعادة النظر بأكثرية مضمونه لأنه سيفضح حجم غالبية القوى والتيارات؟     

Post Author: SafirAlChamal