إنتخابات نقابة المهندسين شمالا.. معركة الفرصة الأخيرة!!.. غسان ريفي

تستعد نقابة المهندسين يوم الأحد المقبل لمعركة قاسية وفاصلة بين لائحتين مكتملتين هما “نقابتي” و”النقابة للجميع” في الانتخابات التي ستجري لإختيار نقيب جديد خلفا للنقيب بهاء حرب، ويقضي عرف النقابة أن يكون مسلما، وأربعة أعضاء للمجلس، بدلا من الأعضاء الذين إنتهت مدة ولايتهم.

عنوان هذه المعركة بات واضحا، وهو كسر الهيمنة السياسية المفروضة على النقابة والتي يتقاسمها تيار المستقبل والقوات اللبنانية على مستوى منصب النقيب وأكثرية الأعضاء في مجلس النقابة منذ أكثر من عشر سنوات، لذلك، فإن الفريقين السياسيين رغم الخلافات التي تشوب علاقتهما على مستوى قيادات الصف الأول والجمهور، إلا أن مصلحة إستمرار النفوذ في نقابة المهندسين جمعتهما، الى جانب تيار المردة الذي يسير معهما “رفع عتب” كونه ليس لديه مرشح، أو كرد جميل على تحالف سابق أوصل ممثل عنه الى مجلس النقابة في الانتخابات الماضية، إلا أن عددا كبيرا من مهندسي المردة يبدون تحفظات على إستفراد القوات والمستقبل بالقرارات المتعلقة بالعملية الانتخابية.

يخوض المستقبل والقوات المعركة بالمهندس مرسي المصري لمركز النقيب، وبالمهندسين سليم نشابة وراوول زريبي (عن الهيئة العامة)، وميشال فغالي (عن فرع الكهرباء)، ومحمود الصاج (عن فرع الميكانيك)، ضمن لائحة تحمل إسم “نقابتي”، وهي تسعى الى حشد ما أمكن من الأصوات لها، تحت شعار “عدم خروج النقابة من تحت العباءة الزرقاء”، بحسب ما أكد أكثر من قيادي في “المستقبل” خلال الافطارات التي أقامتها اللائحة لمهندسين في مناطق مختلفة، بهدف شدّ العصب، وصولا الى ذهاب البعض الى الغلو في إطلاق الشعارات، وإعتبار هذه الانتخابات هي معركة الحفاظ على حضور الرئيس سعد الحريري في طرابلس، علما أن حضور الحريري في أي منطقة من لبنان لا يتوقف على إنتخابات نقابية، وقد أثبت خلال عودته الأخيرة حضوره الشعبي المتنامي، وإستمرار الجفاء بينه وبين القوات وقد ترجم بلقاء بارد جدا مع وفد نوابها وبعدم حصول أي إتصال أو تواصل مع سمير جعجع.

في المقابل، تسعى شريحة وازنة من المهندسين الى كسر هذه الهيمنة، ومنع التمديد للنفوذ القواتي ـ المستقبلي في النقابة لثلاث سنوات مقبلة، وقد وجد ذلك تأييدا تلقائيا من القوى التي تعارض الفريقين السياسيين والساعية الى إحداث نوع من التوازن المطلوب في النقابة، وقد ترجم ذلك، بتشكيل لائحة حملت إسم “النقابة للجميع” ضمت: المرشح المستقل شوقي فتفت لمركز النقيب، والمهندسين باسم خياط (من تيار العزم) إيلي عوض (مستقل) عن الهيئة العامة، ميلاد غنطوس (مقرب من التيار الوطني الحر) عن فرع الكهرباء، وبلال طاهر (التجمع المهني للاصلاح) عن فرع الميكانيك.

وتخوض لائحة “النقابة للجميع” معركة “كسر الاحباط” لدى كثير من المهندسين والتأكيد على أن نتائج الانتخابات ليست محسومة سياسيا للفريقين المتحالفين، بل ثمة فرصة قد تكون أخيرة للمهندسين لكسر الروتين الانتخابي المسيطر على النقابة والذي يرفضه كثيرون لكنهم يحجمون عن مواجهته، وتصحيح المسار لإعادتها مؤسسة تكاملية تعاضدية.

لذلك، فإن لائحة “النقابة للجميع” تعمل على دفع المهندسين للمشاركة في الانتخابات والتعبير عن رأيهم في أي إتجاه كان، وعدم الاستسلام للبروباغندا السياسية التي يحاول البعض من خلالها كسر إلإرادات وقتل أي أمل في إمكانية التغيير.

وجاء حفل الافطار الذي أقامه قطاع المهندسين في “تيار العزم” ليؤكد إلتزام حشد كبير من المهندسين بتوجهات اللائحة حيث جمع ممثلين عن كل التيارات السياسية والنقابية، وشكلت كلمة المهندس باسم خياط خارطة طريق نحو الارتقاء بالنقابة على المستوى التنظيمي وعلى مستوى التقديمات والخدمات، فأكد أن الهدف الأساس للائحة هو التأمين الصحي والمعاش التقاعدي اللذان يحفظان كرامة المهندس.

من المفترض أن تشتعل المنافسة بين اللائحتين خلال الأيام المقبلة، حيث تسعى لائحة “نقابتي” الى إستثمار دعمها السياسي الى أبعد الحدود فضلا عن الاعتماد على العلاقات الشخصية التي يمتلكها المهندس مرسي المصري منذ أن كان عضوا في مجلس النقابة.

في حين تعمل لائحة “النقابة للجميع” الى ترجمة شعارها بحشد أكبر مروحة من الأصوات بهدف التغيير وتأمين إستقلالية النقابة وتفعيل خدماتها بعيدا عن الهيمنة السياسية، ومن خلال دعم حلفائها لا سيما “التجمع المهني للإصلاح” الذي يتنامى حضوره وتأثيره في النقابة وقد برز ذلك في أكثر من إستحقاق إنتخابي سابق.

لا شك في أن خطاب المهندس شوقي فتفت يلقى قبولا واسعا في الأوساط الهندسية، لا سيما على صعيد الكتل النقابية المستقلة التي يفترض أن تكون بيضة القبان.

وقد كان لافتا في هذا الاطار، ما أعلنه النائب المستقل أديب عبدالمسيح من تشكيله ماكينة إنتخابية لتكون حاضرة وعاملة في الانتخابات يوم الأحد المقبل، على أن يكون لها خصوصيتها النابعة من إستقلاليته من أجل تأمين مصلحة النقابة.

لذلك فقد دعا عبدالمسيح جميع المهندسين، خصوصا الشباب منهم، إلى التوجه لصناديق الإقتراع والتصويت بكثافة من أجل نقابة أفضل وعصرية اكثر، مؤكدا أننا سنصنع فارقا سيفاجئ الجميع .


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal