إنتخابات نقابة المهندسين شمالا.. معركة بين النفوذ السياسي والحالة الاعتراضية!.. غسان ريفي

إكتمل المشهد في إنتخابات نقابة المهندسين في طرابلس والشمال التي من المفترض أن تجري يوم الأحد في 14 نيسان المقبل لإختيار نقيب جديد خلفا للنقيب بهاء حرب، ويقضي عرف النقابة أن يكون هذه المرة من الطائفة الاسلامية، وأربعة أعضاء لمجلس النقابة، بدلا من الأعضاء الذين إنتهت مدة ولايتهم وهم: ريما منصور وصولانج حويك (هيئة عامة) محمد شيخ النجارين (كهرباء) زكريا عقل (ميكانيك).

وكما هي العادة في الانتخابات النقابية فقد إستنفرت الأحزاب والتيارات السياسية كل قواها لتحقيق أكبر عدد ممكن من المقاعد النقابية بما في ذلك مركز النقيب تأكيدا على الحضور والنفوذ.

ومن المتعارف عليه أن نقابة المهندسين تخضع منذ أكثر من عشر سنوات الى نفوذ القوات اللبنانية وتيار المستقبل بشكل أساسي حيث كانا ينسجان بعض التحالفات لإقفال الثغرات التي كانت تظهر، ويحققان التقدم المطلوب في الانتخابات، سواء كانت على مركز النقيب أو على العضوية.

ويخوض القوات وتيار المستقبل معركة إستمرار النفوذ في نقابة المهندسين بالتحالف مع تيار المردة الذي ليس لديه مرشح صريح في اللائحة.

وقد رشح المستقبل والقوات المهندس مرسي المصري لمركز النقيب، والمهندسين سليم نشابة وراوول زريبي عن الهيئة العامة، وميشال فغالي عن فرع الكهرباء، ومحمود الصاج عن فرع الميكانيك، وذلك في لائحة سياسية بإمتياز حملت إسم “نقابتي” إنطلقت من الأمانة العامة لتيار المستقبل بمباركة من الأمين العام أحمد الحريري، وباشرت جولاتها على الشخصيات السياسية إضافة الى إفطارات يقيمها المهندس المصري لجمع أكبر عدد من المهندسين حوله سواء من التيارات التي تدعمه أو بالاعتماد على علاقاته الشخصية التي بناها مع كثير من المهندسين من خلال وجوده في مجلس النقابة، أو في حضوره الدائم في المعارك الانتخابية.

في المقابل، يبدو أن هذه الانتخابات لن تكون كسابقاتها لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، خصوصا مع إصرار شريحة وازنة من المهندسين على كسر الهيمنة السياسية على النقابة، بهدف إحداث نوع من التوازن المطلوب ضمن المجلس، والتأكيد بالتالي أن المعارك التي يخوضها المستقبل والقوات في نقابة المهندسين ليست محسومة كما يحاول البعض تصويرها.

هذا الاصرار ترجم بتشكيل لائحة حملت إسم “النقابة للجميع”ضمت المرشح المستقل شوقي فتفت لمركز النقيب، والمهندسين باسم خياط (مقرب من تيار العزم) إيلي عوض (مستقل) عن الهيئة العامة، ميلاد غنطوس (مقرب من التيار الوطني الحر) عن فرع الكهرباء وبلال طاهر ( التجمع المهني للاصلاح) عن فرع الميكانيك.

وتشكل لائحة “النقابة للجميع” حالة إعتراضية نقابية فعلية على السيطرة السياسية المفروضة على النقابة منذ نحو عقد من الزمن، وبالتالي فإن اللائحة وجدت إحتضانا لها من جهات عدة. خصوصا أن كل من يقف ضد المستقبل أو القوات في النقابة سيكون حتما الى جانبها في ظل إنحسار المعركة بين لائحتين.

وقد تمكنت لائحة “النقابة للجميع” من التوافق مع لائحة ثالثة كان يعمل على تشكيلها المهندس فادي عبيد الذي سارع الى سحب ترشيحه لمصلحة المرشح شوقي فتفت الى جانب المرشحة عن الهيئة العامة سهير ليلا، وذلك بهدف توحيد الجهود وتشكيل قوة قادرة على المواجهة وإستقطاب أكبر عدد ممكن من الأصوات.

وقد أطلت لائحة “النقابة للجميع” على المهندسين بشكل غير تقليدي فلم تعتمد المؤتمرات الصحافية أو الافطارات والخطابات، بل كان خيارها مخاطبتهم عبر فيديو قصير يحدد التوجهات العامة لها، لا سيما ملف التأمين الذي بات يشكل عبئا كبيرا على المهندسين.

لا شك في أن الاصطفافات السياسية والنقابية سوف تتظهر تباعا في ظل النشاط الكثيف لكلا اللائحتين والذي سيستمر الى أن يحين موعد فتح صناديق الاقتراع في 14 نيسان حيث يحق لنحو تسعة آلاف مهندس الاقتراع، تتوقع مصادر متابعة أن يشارك ثلثهم في المعركة الانتخابية المنتظرة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal