الوضع في الجنوب والنزوح السوري بين بوحبيب ونظيره النمساوي

عقد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب مع نظيره النمساوي ألكسندر شالينبرج اجتماعا ثنائيا اعقبته محادثات موسعة بحضور كبار موظفي الوزارة والوفد النمساوي المرافق.

بعد الاجتماع عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا رحب في مستهله الوزير بو حبيب بالوزير شالينبرج وقال: ان الروابط بين لبنان و النمسا تاريخية تعود الى ١٨٦٤. تحدثنا عن التوصل الى سلام على الحدود الجنوبية للبنان ما نريده فعلا هو توفير الامن الفعلي للشعب اللبناني واستعادة ارضنا.

من جهته شالينبرج قال: ” لقد تأثرت كثيرا بمدى التقدم الحاصل في مبنى الوزارة وفي بيروت والذي لمسته اليوم مقارنة مع ما رأيته خلال الزيارة السابقة التي قمت بها منذ ثلاث سنوات. إن هذا يدل على ان اللبنانيين هم مثال مشجع للمنطقة والعالم على كيفية النهوض من الازمات اقوى مما سبق.

لقد تحدثنا عن التطورات الراهنة وعن سوريا وشعورنا مشترك بأن الاوضاع في المنطقة من سيء الى اسوأ . ان اجتماعنا اليوم يأتي في فترة حساسة حيث تختبر المنطقة بعدا جديدا من الدمار والوحشية منذ السابع من تشرين الاول من العام الماضي”.

أضاف: “إن الهجوم الوحشي الذي نفذته حماس ألهب المنطقة ولا نريد ان يتحول التصعيد الى نار تشعل المنطقة ولا يمكن السيطرة عليها. ووسط كل هذه المستجدات لبنان يقف بهشاشة في الجبهة الامامية. وأؤكد هنا ان لبنان يمكنه الاعتماد على دعم النمسا له لكي لا يمتد النزاع اليه. وأدعو كل الاطراف الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس حاليا لمنع اي تصعيد جديد”.

وتابع: “هناك اطراف اقليمية عديدة تعتقد ان بإمكانها اللعب بالنار دون ان تحترق ولا سيما حزب الله، اضافة الى الحوثيين وآخرين.

ان النمسا لا تقف على الحياد ازاء هذه الازمة لأن لديها اكثر من ١٧٠ عنصرا في عداد اليونيفل على الحدود الجنوبية وانا فخور جدا انهم بدورهم الحيوي والذي لن يتوقف، لكننا نطلب بذل اقصى الجهود للحفاظ على امنهم.

نعرف جميعاً ان الوضع في الجنوب مرتبط مباشرة بوضع غزة، وما يزال هناك اسير نمساوي – اسرائيلي من بين الاسرى لدى حماس.

لكن الوضع الانساني في غزة محزن والكل مطالب ببذل الجهود لمواجهة هذه الازمة الانسانية. والحكومة النمساوية قدمت امس ١٠ مليون يورو كمساعدة، اضافة الى ٣٠ مليون يورو وفرناها للشعب في غزة منذ اندلاع النزاع”.

وتمنّى شالينبرج ان يتم التوصل الى اتفاق حول الأسرى قبل رمضان وادخال المساعدات الانسانية الى غزة لذلك تظهر الحاجة الى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال شالينبرج: ” سوف اناقش اليوم مع المسؤولين الوضع السياسي والامني في لبنان ونعلم ان لبنان يواجه تحديات كثيرة على جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية. ونقدر ثقل العبء الذي يتحمله باستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين ويمكنكم الاعتماد على دعمنا وصداقتنا. وقد قدمنا ٢٠ مليون يورو منذ ٢٠٢٠ للمجتمعات المضيفة للنازحين. وهذا عبء ثقيل جدا عليكم وستبقى النمسا من الداعمين الثابين للبنان”.

ورداً على سؤال حول حزب الله وقرار مواجهته اسرائيل قال الوزير بو حبيب: “ان اسرائيل ما تزال محتلة لأراض لبنانية منذ 1967 والقانون الدولي يسمح بمقاومة المحتل، لذا ناقشت مع الوزير شالينبرج أهمية التوصل الى اتفاق شبيه بالاتفاق البحري الذي وقع عبر التفاوض غير المباشر مع اسرائيل على ان يكون هذه المرة لإظهار الحدود البرية، وتعيد اسرائيل من خلاله الاراضي اللبنانية التي احتلتها وتعترف بأنها لبنانية، عندئذ تُحَل مشكلة حزب الله”.

ورداً على ما نقلته CNN عن الادارة الاميركية حول التخطيط لتوغل بري اسرائيلي في لبنان نهاية الربيع المقبل قال شالينبرج: “زرت كلا من تل ابيب، رام الله، القدس وعمّان واتحدثناةعن الوضع شمال اسرائيلي لذا اقول ان الجميع مسؤول عن عدم التصعيد. وما يحصل الان هو تصعيد طبيعي محدود نوعا ما ونحرص على عدم تخطيه حدود معينة، لكن ما لا تريده النمسا هو اتساع رقعة النار والمعاناة. نعتقد ان المنطقة شهدت ما يكفي من الدمار والوحشية ونحاول حل المشاكل القائمة حاليا ولا نريد مشاكل جديدة”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal