جبران باسيل في طرابلس.. اللعب في الوقت الضائع!.. غسان ريفي

يلعب النائب جبران باسيل في الوقت الضائع، مستغلا الحرب، والشغور الرئاسي، والشلل المسيطر على كل مؤسسات الدولة، لملء الفراغ وتعزيز الحضور، تارة بتسويق نفسه رئاسيا، وتارة آخرى بإنتحال صفة المرجعية الوطنية، وطورا بإدعاء الانفتاح والركون الى الحوار ومحاربة الفساد والحفاظ على الدستور والميثاق، معتمدا بذلك بروباغندا سياسية مكشوفة للجميع.

في الوقت الذي يستوطن فيه الحزن قلوب اللبنانيين على المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق أهل غزة، وفي ظل المخاوف الكبرى التي تجتاحهم من إمكانية توسع الحرب الدائرة في الجنوب، ومع إنشغال الوطن بأكمله بكيفية إنهاء الشغور ومنع تسلل فراغ جديد الى قيادة الجيش، أطل النائب جبران باسيل على طرابلس بزيارة من خارج النص بهدف تدشين مبان في شارع مينو في الميناء، والقيام بجولة على بعض القيادات السياسية، بالتزامن مع حركة إعتراضية خجولة أساءت الى المدينة وأهلها أكثر مما أضرّت بزيارة باسيل التي كانت يمكن أن تمر مرور الكرام لولا هذه الهمروجة التي خدمتها وساهمت في تسليط الأضواء الاعلامية عليها.

لا شك في أن أي حراك شعبي طرابلسي في وجه باسيل، لا يمكن أن يعبر عن حجم الكراهية له من قِبَل أهالي المدينة التي يتقصد في كل مرة إستفزازها، من دون أن يسعى الى مصالحتها ومصارحتها بشكل فعلي وجدي، وهو زاد الطين بلة أمس عندما تحدث عن المشاريع التي أقرها للفيحاء وعن إصراره على محاربة الفساد وتطبيق الدستور، لكن ذلك لا يعني إقفال أبواب المدينة بوجهه، فطرابلس تشكل نموذجا للانفتاح وقبول وإحترام الآخر وهي عاصمة الشمال وحاضنة أبنائه ولا يمكن لأي كان أن يمنع أي شخص من زيارتها ولقاء المسؤولين فيها، علما أن من إنتخب مرشح القوات اللبنانية في طرابلس بالرغم من إدانة رئيسها بقتل إبنها الرئيس الشهيد رشيد كرامي، لا يحق له أن يمنع باسيل من زيارتها.

حملت زيارة باسيل بعض الإشارات السياسية التي لا بد من التوقف عندها، وأبرزها:

أولا: جاء لقاء باسيل مع النائب فيصل كرامي ليؤكد على متانة العلاقة بين الرجلين كونهما أبناء خط واحد وفي تحالف دائم، بالرغم من تمايز كرامي عنه لجهة التمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، والتمديد لقائد الجيش.

ثانيا: شكلت زيارة باسيل الى النائب السابق أسعد هرموش ونجله براء عملية إختراق لمكون إسلامي لم يكن في يوم من الأيام على وفاق معه، ما طرح سؤالا حول إمكانية قيام باسيل باللعب على التناقضات في ساحة الجماعة الاسلامية لاستمالة فريق دون آخر.

ثالثا: كانت زيارة باسيل للنائب طه ناجي طبيعية كممثل عن طرابلس وعن جمعية إسلامية ليست بعيدة في السياسة عن التيار الوطني الحر، ولعل الحركة الاعتراضية التي كانت أمام دارة النائب ناجي وإتهامه من قبل بعض المشاركين فيها بالفساد حملت الكثير من التجني على رجل معروف بعصاميته ودماثة خلقه ومحبته للناس وإبتعاده كل البعد عن الفساد. في حين لم تخرج زيارة باسيل الى النائب مصباح الأحدث عن إطار العلاقات الاجتماعية.

رابعا: ربما من إيجابيات زيارة باسيل الى طرابلس أنه أعاد النائب السابق محمد الصفدي الى مدينته ولو لساعات قليلة ليقيم حفل غداء على شرفه، حيث كاد الطرابلسيون أن ينسوه بعدما تخلى عن دوره كاملا، وغاب عن المدينة التي تأخذ عليه السير في ركب باسيل والمسارعة الى تكريمه بالرغم من تاريخه الحافل بالاساءات الى طرابلس وقياداتها وأهلها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal