تسونامي تشرين الأول!… وفاء خليل

كابوس إسرائيل الذي أبهج المقاومين وأذل جيش الاحتلال لم يعتد العالم رؤية أساليب الجرأة الفلسطينية على هذا النحو من القوة والقدرة والحرفية في مواجهة الجيش الاسرائيلي الذي يُعد بحسب ما يشاع زورا انه “الجيش الذي لا يقهر”.

شاشات التلفزة العالمية، نقلت لقطات غير مسبوقة لأكثر عملية عسكرية معقدة وموجعة، في تاريخ الاحتلال، جهزت لها المقاومة الفلسطينية بسرية تامة ودقة متناهية من دون “ولا غلطة”، ما أحدث خرقا لأقوى جهاز استخباراتي في العالم،

فالمقاومة أسرت عشرات الاسرائيليين من المستوطنات نحو قطاع غزة بعد تنفيذ عملية طوفان الاقصى بإستخدام المظلات إذ قام الف مقاتل بإجتياح غلاف غزة ما سمح للمقاومين دخول المنازل في المستوطنات و أسر الإسرائليين وقتل عدد لا يزال غير معروف من الجنود، حيث تشير المعلومات أن كتيبة إسرائيلية كاملة لم تعد موجودة بعدما وقع جنودها بين قتيل وأسير.

كما تم استخدام الطائرات المسيرة التي قصفت الدبابات ما يظهر تطور القدرة العسكرية لـ”حماس” التي امطرت المستوطنات بآلاف الصواريخ واربكت أنظمة الردار الإسرائيلية.

وبالرغم من أن أزمة الحرب بدأت ترخي بظلالها على قطاع غزة بسبب إنقطاع المياه ونقص الغذاء والادوية جراء الحصار ومنع دخول المساعدات وخاصة من مصر التي أعلنت عن ارسال المعونات إلى غزة وأتاها الرد التحذيري من إسرائيل بضرب اي امدادت عبر المعبر، وكذلك إنقطاع الكهرباء بسبب التدمير الكامل لشبكات نقل الطاقة ما يشكل تهديدا لإستمرارية العمل في المستشفيات

ما زاد معاناة المدنيين وجعلها تتفاقم، ويقابل كل ذلك جمود في موقف الأمم المتحدة وعدم صدور اي دعوة لوقف إطلاق النار وصمت عربي خرقه بعض مواقف الدعم للحكومة الفلسطينية من دون أي تحرك جدي على أرض الواقع باستثناء إجتماع خجول لجامعة الدول العربية مع بيان خجول.

لا شك في أن ما يحصل اليوم في غزة يضعها أمام عدة سيناريوهات، فإما نحو.

حرب مفتوحة قد لا تقدر نتائجها الا بعد معرفة الأطراف التي قد تشارك بها وقد نعلم كيف تبدأ لكن أحدا لا يمكن أن يعلم بتداعياتها الكارثية.

او نحو ترتيب لوقف إطلاق النار تمهيدا لانطلاق المفاوضات حول تبادل الأسرى.

وبعيدا عن الشروط التي قد تفرضها اسرائيل في المفاوضات للتعويض عن هزيمتها التاريخية، من المؤكد لن تخرج حماس من دون أن تحصد مكاسب سياسية في مقدمها إنتزاع حقوق للفلسطنيين الذين لطالما حلموا طويلا بالحصول عليها.

وبعد ذلك كله، لا يمكن أن نتغاضى عن أن هذه العملية استردت الكرامة وحققت انتصارا للعدالة على طغيان الاحتلال حيث تلاشى ما تباهوا به عبر سنوات طوال أمام صبر وشجاعة الفلسطنين

وهنا نستطيع القول أن عملية طوفان الاقص سجلت انتصارا مدويا وتاريخيا للفلسطنيين وصفعة مؤلمة لن ينساها الاسرائيليون، خصوصا بعدما تحول الطوفان الى تسونامي تشريني.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal