ممثل حماس في لبنان: “طوفان الأقصى” نقلت المنطقة إلى مشهد جديد ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما ستؤول إليه الأمور

أكد ممثل حركة “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي، في حديث لـ”النشرة”، أن “الإتصالات القائمة، في الوقت الراهن، لم ترتق إلى مستوى أن تكون وساطات لأن الميدان، سواء لجهة الجانب الإسرائيلي الذي يحاول جاهداً أن يحسن صورة الجيش الصهيوني أو الكيان الذي تلقى صفعة وغرق في طوفان الأقصى الذي أحدث له صدمة لم يستفق منها بعد، أو لجهة المقاومة التي لا تزال تشتبك مع العدو في الميدان في أكثر من نقطة، وبالتالي من المبكر جداً الحديث عن وساطات لأن الميدان هو الذي يتكلم الآن”.

أما بالنسبة إلى التطورات المقبلة، أشار عبد الهادي إلى أننا “من حيث المبدأ لا نأمن جانب هذا العدو، خصوصاً أنه يعتبر أنه تلقى ضربة تاريخية لم يسبق لها مثيل في تاريخه، إلى جانب أن المشاهد الذي بدى فيها الكيان وتفاصيلها التي من المؤكد أنه لن يقفز عنها”، معتبراً أنه “سيسعى إلى ترميم هذه الصورة ويحدث إنجازات لعلها تحسن من هيبته وصورته، أو يفكر بردع ما لحركة حماس بعد ما قامت به”، إلا أنه لفت إلى أن “ترجمة ذلك، في الحسابات العسكرية والميدانية، دونه عقابات كثيرة جداً لا يستهان بها وحسابات معقدة يجب أن يجريها إذا أراد أن يوسع من دائرة العدوان”.

وأشار إلى هذا الأمر يرتبط أيضاً بحسابات أخرى، من ضمنها أن “المقاومة تمتلك أيضاً ما يمكن أن تؤلم بعد العدو الصهيوني ولم تستخدم منه شيئاً حتى الآن، لذلك هذا يصعد الموقف ويطوره”، سائلاً: “هل تتحمل الجبهة الداخلية؟”، ليؤكد أن “هذا في حسابات العدو الآن”، لافتاً إلى حسابات أخرى متعلقة بـ”دخول محور المقاومة على الخط، لا سيما أن “حزب الله” أعلن، في الميدان وفي ال​سياسة​، أنه ليس على الحياد، وأن العدو الصهيوني، بحال أمعن في إرتكاب المجازر أو أراد أن يدخل في البر على غزة، فإن الطوفان سيصبح طوفان الأمة”.

وشدد عبد الهادي على أن هذه الحسابات تؤخذ أيضاً بعين الإعتبار ليس فقط عند الإسرائيلي، موضحاً أنه “عند الإسرائيلي ربطاً بالموافقة أو عدم الموافقة الأميركية، لناحية سماح واشنطن بتوسيع دائرة الحرب لتشمل المنطقة بأسرها، لأن الأمر سيتحول إلى ذلك إذا أقدم الإسرائيلي على ما لا يمكن أن يكون متوقعاً”، مؤكداً أن “كل هذه الحسابات يجريها الآن الكيان ويحاول إختيار ما يمكن أن يؤدي الغرض بالنسبة إليه دون الوصول إلى ما لا يستطيع تحمله أو تسمح به الولايات المتحدة أو تتحمله، ربطاً بمصالحها ومصالح إسرائيل”، مضيفاً: “هناك حسابات معقدة تجري الآن في ظل المعركة الحالية، وكلها مقيدة ولا تطلق العنان للعدو سوا القتل للمدانيين، كردة فعل على العملية التاريخية والإستراتيجية”.

ورأى أن “الميدان هو الذي سيجيب على شكل السلوك الصهيوني، كمحاولة وسعي منه للرد على الصفعة الكبيرة التي تعرض لها، ونقلت الصراع الفلسطيني الإسرائيلية إلى مرحلة جديدة وطويت صفحة ماضية لن تعود أبداً”.

على صعيد متصل، أشار ممثل حركة “حماس” في لبنان إلى إمكانية حصول تطورات على الجبهة الجنوبية، موضحاً أن “القضية لم يعد لها علاقة بردة فعل جزئية من فصيل فلسطيني أو غيره، بل أصبح لها علاقة بحرب محور مقابل آخر يدعم العدو الصهيوني وأعطاه الضوء الأخضر ليمعن في عدوانه”، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء، وبالتالي “الكيان الصهيوني جزء من محور ترأسه الولايات المتحدة والغرب، يقابل ذلك محور المقاومة الذي اعتبر أن هذه الحرب تعنيه، كما استعد لأن يكون جزءاً منها إذا أمعن العدو في عدوانه المقاومة الفلسطينية”، موضحاً أن “الحسابات تجاوزت ساحة لبنان أو الفصائل والكثير من الأمور، وهي معقدة لأن العملية نقلت المنطقة إلى مشهد جديد لا أحد يستطيع الآن أن يتكهن بما ستؤول إليه الأمور”.

أما بالنسبة إلى المشهد الميداني، أوضح عبد الهادي أنه “بعد دخول فصائل المقاومة إلى غلاف غزة، أي الحزام الأول من الغلاف، فإن الإشتباكات لا تزال تدور ضمن ما بين 15 إلى 20 نقطة، وفصائل المقاومة تسيطر عليها تدريجياً وتتوغل في العمق”، مشيراً إلى أن “الفصائل باتت في عمق 60 كليومتراً بعيداً عن غزة و10 كليومتراً بعيدة عن الضفة الغربية”، لافتاً إلى أنه “في ظل الإشتباكات يتم قتل المزيد من الجنود والضباط الصهاينة ويتم اسر أعداد جديدة”، مؤكداً أن “العملية العسكرية مستمرة في مقابل القصف الصهيوني المجنون على المدنيين وليس على المواقع العسكرية، ما يؤدي إلى إرتكاب مجازر وقتل أعداد كبيرة من أهلنا في قطاع غزة، الأمر الذي يتم الرد عليه من خلال القصف المستمر لتل أبيب ومناطق محتلة أخرى”


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal