قراءة في إنتخابات المجلس الشرعي شمالا.. ما هي المؤشرات التي حملتها؟… غسان ريفي

لم تكد تعلن نتائج انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في طرابلس والشمال أمس، حتى بدأت بعض التيارات السياسية تتسابق على تجيير الاعضاء الفائزين لنفسها معلنة تحقيق إنتصارات في مجلس شرعي بهيئة إنتخابية نخبوية يتطلع المجتمع السني الى أن تكون حرة على صعيد لبنان ككل، لتتمكن من إيصال مجلس متجانس يكون عونا لمفتي الجمهورية ولمفتييّ المناطق، وبعيدا عن الوصاية السياسية والضغوط التي يمكن أن تفرضها ما يسيء الى المؤسسة الدينية الأم التي آن الأوان لأن تتمتع باستقلالية تامة تعزز من حضورها وتحرر مواقفها.
لا شك في أن النتائج التي أفرزتها انتخابات الشرعي في طرابلس والشمال حملت عدة مؤشرات لا بد من التوقف عندها لجهة:
أولا: أن التوافق السياسي الديني لم يكن كافيا لتأمين فوز كامل أعضاء لائحة “الثقة والإنماء”، حيث تُرجم رفض إقفال اللائحة بسبعة أعضاء واستثناء مرشحين منفردين ومستقلين وفرضها على الهيئة الناخبة بخرقين مدويين.
ثانيا: تأكيد الهيئة الناخبة على استقلاليتها حيث إختارت المرشحين وفقا لقناعاتها وإعتمدت التشطيب الذي أظهر بعض الاصطفافات، وهي انجزت لوائحها الخاصة، ما جعل المنافسة تنحصر بين اكثر من عشرة مرشحين تراوحت الأصوات التي حصلوا عليها بين ٩٩ صوتا و ٤٠ صوتا، ولم يتعد الفارق بين آخر الفائزين وأوائل الخاسرين سوى أصوات قليلة تراوحت بين ٤ و ١٣ صوتا.
ثالثا: تسجيل خرقين في لائحة “الثقة والانماء” لكل من المرشحين الشيخ مظهر الحموي والمهندس وائل زمرلي، والحموي كان عضوا سابقا في المجلس الشرعي وله باع طويل في الخطابة والعمل العام وحضورا وازنا في المجتمع الاسلامي ترجم ب ٧١ صوتا، وزمرلي لديه علاقات جيدة مع اعضاء الهيئة الناخبة من خلال خبرته الهندسية ونشاطه اليومي في الجمعيات الاهلية والاعمال الخيرية والانسانية، وقد ترجم ذلك بحصوله على ٦٠ صوتا.
رابعا: توجه ما يقارب نصف أعضاء الهيئة الناخبة لتمثيل أقضية الكورة والبترون وزغرتا حيث نال مرشحها ربيع الأيوبي ٥٦ صوتا وكان قاب قوسين من الفوز وتحقيق خرق ثالث.
خامسا: التجديد للأعضاء الحاليين الشيخ فايز سيف الذي كان “جوكر” على أكثرية اللوائح اذ حصد ٩٩ صوتا، ما يؤكد رضى الهيئة الناخبة عن آدائه، وكذلك الدكتور بلال بركة الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع ونال ٨١ صوتا، والدكتور أحمد الأمين الذي لديه صولات وجولات في العمل الاجتماعي والاسلامي ، وأسامة طراد الذي حصل على ٦٥ صوتا، كما أعادت الدكتور منذر حمزة الذي كان عضوا سابقا في المجلس ونال ٦٠ صوتا.
إنتهت الانتخابات بعد ضجيج إتسمت فيه الأيام الأخيرة لجهة إرتفاع منسوب المنافسة بين المرشحين الذين قد يكون لديهم أهواء أو إنتماءات سياسية لكن إنتخابهم لم يكن بفعلها أو بسببها خصوصا أن محاولة الايحاء بوجود نفوذ سياسي في الهيئة الناخبة النخبوية للمجلس الشرعي يشكل إساءة لها وصولا الى إلغاء الدور المنوط بها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal