توفيق سلطان: إذا كان المطلوب الصلح مع إسرائيل وبشروطها فلتعقد قمة عربية ويتحمل الكل مسؤوليته..

عقد نائب رئيس الحركة الوطنية المناضل توفيق سلطان مؤتمرا صحافيا في دارته في طرابلس إستهله بتوجيه التهنئة الى المملكة العربية السعودية الشقيقة في عيدها الوطني متمنيا لها دوام التقدم والاستقرار.
وقال: في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الأمة العربية نرى لبنان يمر في ظروف خطيرة تهدد وجوده، وسط صمت إخوانه الا من كلام مبهم ونصائح لا تثمن ولا تغني من جوع .
في العام 1951، صدر عن جامعة الدول العربية قرار قضى بتأسيس مكتب مقاطعة إسرائيل وهو ما يزال ساري المفعول في لبنان، فإذا وجدت سلعة ثبت انها إسرائيلية يلاحق صاحبها، وهذا المكتب لم يعد يعمل الا في لبنان، بينما التعامل مع العدو الإسرائيلي يكاد يكون عاما في سائر الاقطار العربية، فيما المقاطعة والمحاصرة تحيطان بلبنان الذي تحمل وما يزال ثقل النضال القومي عن الأمة العربية جمعاء، منذ أن أعدم عمر المختار في حقبة الثلاثينيات، حيث شهدت مدينة طرابلس ثورة عمد خلالها الثوار الى حرق القنصلية الايطالية والمدرسة والمستشفى، ثم ان الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الذي شكل طليعة النضال على أرض فلسطين عندما ذهب إلى برلين بمساعدة شاب طرابلسي هو دولان مرعوش، ومعه شبان من طرابلس هم: هشام الحداد ورشاد العلاف ومصطفى حمزة والشهيد مصباح لطيفة الذي اعدمه الانكليز، يعني باختصار أننا نحن اهل النضال العربي من أجل القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن ينسى احد أن المركز الأساسي لجيش الانقاذ الفلسطيني كان في طرابلس، بقيادة فوزي باشا القاوقجي، وكان المشاركون في هذا الجيش يأتون من مختلف الدول العربية الى طرابلس ليتسجلوا، ويتسلحوا ويذهبوا لكي يناضلوا في حرب عام 48.
وأضاف: إن لبنان المحاصر اليوم يفتقد أكثر مقومات الحياة، لا كهرباء لا ماء لا دواء لا مدارس، يتواجد على أرضه من الأخوة السوريين والفلسطينيين، ما يعادل 40 بالمئة من عدد سكانه يقاسمون اللبنانيين الرغيف المدعوم والكهرباء والمدرسة والبنى التحتية المتهالكة، وهنا لا بد لي من أن أوجه تحية الى دولة العراق التي وقفت الى جانب لبنان وحيدة ولولاها لكان لبنان في العتمة الكاملة .
وسأل سلطان: ماذا يمنع دولة الكويت الشقيق من نجدة وزارة التربية، والإمارات من مساعدة وزارة الصحة والضمان الاجتماعي الا اذا كان الأمر ممنوعا وثمة من يريد تطويع لبنان وتركيعه، ماذا يمنع الدول العربية من مساعدة الجيش وقوى الأمن الداخلي في مواجهة آفة المخدرات؟، وهذا اذا استثنينا المساعدة القطرية للجيش.
إذا كان المطلوب الصلح مع إسرائيل بشروطها، نقول أننا لسنا بالمطلق ضد السلام ولكن بشروط عادلة ووفق قرارات الأمم المتحدة والقمم العربية.
اذا كان المطلوب الصلح مع إسرائيل وبشروطها فليعقد مؤتمر قمة عربية وليتخذ القرار ويتحمل الكل مسؤوليتهم.
وتابع سلطان: ليس معقولا أن يتحمل أصغر بلد في الوطن العربي المسؤولية وأن يدفع الثمن، وسائر العالم العربي يقوم بالمشاريع العملاقة، من الصين الى الهند وصولا الى اوروبا، حيث مئات المليارات ترصد للمشاريع الكبرى والشعب اللبناني يئن، وقد ربّحنا المجتمع الدولي “منية” إذ اخرج الجيش السوري من لبنان حوالي 30 ألف عسكري، وأدخل الى لبنان أكثر من مليوني نازح ، بقرار دولي وموافقة عربية وهذا ما لا يستطيع البلد تحمله.
لقد دفع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثمن الموقف الدولي وبالنتيحة المكون السني الأساسي المضطلع بحمل القضية النضالية والقضية القومية ضرب وشتت وشرذم.
وهذا المكون لا يجتمع ولا حتى على مأدبة غداء ولو بوجود المفتي، نحن لسنا بحاجة الى فتوى، نحن بحاجة الى موقف سياسي فاعل .

أما الأخوة الفلسطينيون في لبنان، فأقول لهم: إن الشعب اللبناني لم يقصر معهم وهو إستقبلهم كلاجئين ومن ثم كثورة، وتحمل في سبيل ذلك قتلا وتدميرا وخراب، أما وقد أصبح لهم على أرض فلسطين ثورة تناضل، فكل بندقيه خارج فلسطين هي عبء عليهم وعلى البلد، وما يجري في صيدا غير مقبول بكل المقاييس ليس للشعب الفلسطيني ولصيدا المناضلة، فأهلا بهم أخوة لحين العودة يسري عليهم قوانين البلد ما يسري على أهلهم اللبنانيين، فلبنان ليس ساحة قتال وأقول هذا من موقعي الملتزم بالقضية الفلسطينية وليس من موقع العداء، وفي النهاية صديقكم من صدقكم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal