تبادل للسجناء بين الولايات المتحدة وإيران اليوم.. فما هي الغاية؟

أعربت إيران عن أملها في أن يتم الإثنين تنفيذ صفقة توصلت إليها الشهر الماضي مع الولايات المتحدة، تشمل إفراجاً متبادلاً عن سجناء وتحرير أرصدة إيرانية مجمّدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي “نأمل في أن نلحظ اليوم الاستحواذ الكامل على الأصول الإيرانية”، مشيراً الى أن “تبادل السجناء سيتمّ في اليوم نفسه”.

ومن المقرر أن يتمّ التبادل في قطر التي ساهمت في جهود الوساطة بين البلدين العدوين اللذين لا تربط بينهما أي علاقات ديبلوماسية منذ عقود.

وفي حال تمّ تنفيذه اليوم، سيتزامن تطبيق الاتفاق مع الوصول المرتقب للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح كنعاني “سيتمّ الإفراج عن خمسة مواطنين إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة”، مقابل خمسة أميركيين كانت تحتجزهم الجمهورية الإسلامية تمّ نقلهم الشهر الماضي من السجن الى الإقامة الجبرية خارجه في إطار الاتفاق.

وأشار المتحدث الى أنه من بين مواطني طهران الخمسة “سيعود اثنان الى إيران، وآخر سيذهب الى بلد ثالث بسبب وجود عائلته فيه، وسيبقى اثنان” في الولايات المتحدة.

وتمّ الاعلان عن هذا الاتفاق في 10 آب. وفي إطاره، نقلت إيران خمسة أميركيين من السجن إلى الإقامة الجبرية في فندق خاضع للحراسة قبل نقلهم الى قطر للإفراج عنهم. غايات “إنسانية” ومن المفرج عنهم رجل الأعمال سياماك نمازي الذي يمضي منذ العام 2016 عقوبة بالسجن عشر سنوات لإدانته بتهمة “التجسس” لحساب الولايات المتحدة.

وتشمل أيضاً قائمة المفرج عنهم رجل الأعمال عماد شرقي المدان بالسجن عشرة أعوام لإدانته بتهمة بالتجسس، ومراد طهباز الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية وحكم عليه بالسجن 10 أعوام أيضاً بتهمة “التآمر مع الولايات المتحدة”.

وهؤلاء الثلاثة يحملون الجنسية المزدوجة. الى ذلك، فضّل الاثنان الآخران عدم كشف هويتهما. في المقابل، أكد القضاء الإيراني في آب 2022 أن “عشرات” الإيرانيين محتجزون في الولايات المتحدة. ومعظم هؤلاء مزدوجو الجنسية ومتّهمون بمخالفة عقوبات واشنطن على طهران.

وتشمل قائمة الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة كامبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور المتهمين بمخالفة العقوبات الاقتصادية.

وفي إطار الاتفاق، أكدت واشنطن أنها وافقت على نقل ستة مليارات دولار، هي أصول إيرانية كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية، إلى حساب خاص في قطر. وهذه الأصول هي أموال مستحقة لإيران بموجب بيع النفط الى كوريا الجنوبية.

لكنّ سيول جمّدتها مذ انسحبت الولايات المتحدة أحاديا عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي وأعادت فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وتشدد إدارة الرئيس جو بايدن على أنه يمكن لإيران استخدام هذه الأموال حصراً لشراء الأغذية والأدوية والسلع الانسانية الأخرى التي لا تشملها العقوبات الأميركية.

إلا أن بعض المسؤولين في طهران ألمحوا الى عدم وجود قيود على إنفاق هذه الأرصدة. لكن واشنطن حذّرت من أنها قد تعيد تجميد الأصول في حال استخدمتها طهران لغير الغايات الانسانية المحدّدة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين في وقت سابق من أيلول “سنبقى على يقظة ونراقب إنفاق هذه الأصول، ولدينا القدرة على تجميدها مجدداً في حال دعت الحاجة”.

وشدّد على أنه سيكون لوزارة الخزانة الأميركية “إشراف صارم” على الأصول المنقولة من كوريا الجنوبية الى قطر. وأوضح “لدينا اطّلاع على كيفية إنفاقها، وقدرة على ضبط استخدامها”.

وسبق للطرفين أن أبرما اتفاقات لتبادل السجناء آخرها في حزيران 2020 على رغم التوتر بينهما والخلافات بشأن ملفات متشعبة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal