نصرالله: الضغط الأميركي منع الجيش من شن هجوم على المسلحين في الجرود

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الجماعات المسلحة اعتمدت الأراضي اللبنانية قاعدة لارسال السيارات المفخخة، كما فعلوا وللتوسع في الأراضي اللبنانية وتهديدات بالتوسع في البقاع والوصول الى بيروت والمزيد من العدوان باتجاه سوريا، مضيفًأ أن لبنان كان جزءًا من خريطة دولة الخلافة الداعشية وكان حضور داعش في البقاع قاعدة انطلاق للامتداد الواسع.

موقف نصرالله جاء خلال كلمة له لمناسبة ذكرى التحرير الثاني، إذ بارك ذكرى الانتصار الكبير الآخر الذي حققه لبنان على هذه الجماعات الارهابية.

وعزّى نصرالله اللبنانيين جميعًا برحيل أحد الأعمدة الكبيرة في الصحافة اللبنانية والعربية الاستاذ طلال سلمان، مضيفًا أن الراحل كان بحق مقاومًا كبيرًا وعزيزًا بالفكر والبيان والقلم وكان من المقاومة في ساحاتها الفكرية والاعلامية وساندها في كل مراحلها في لبنان وفلسطين والمنطقة حتى آخر نفس في حياته.

واعتبر نصرالله أن مجموعة كبيرة من المعارك خيضت على مدى سنوات حتى تحقق الانجاز بالنصر، قائلاً: أشهد أن بعض القرى وخصوصًا المسيحية أخذت قرار المواجهة خلافًا لقرار وتوجهات أغلب أحزابها.

ورأى أنه يجب أن لا ننسى أولئك الذين يمثلون قوى سياسية الذين ذهبوا الى المسلحين الى جرود عرسال وعقدوا عندهم مؤتمرات صحافية وعبروا عن تأييدهم وقدموا لهم أشكال الدعم المختلفة، مشيرًا الى أن هؤلاء راهنوا على بقاء الجماعات المسلحة وعلى انتصارها وعلى انكسار أهل البقاع والجيش والمقاومة في مقابل هذه الجماعات.

ولفت الى أن الأميركان منعوا الحكومة اللبنانية من أن تأخذ قرارًا يسمح للجيش اللبناني بالقيام بعمل هجومي ضد الارهابيين، مضيفًا أن الحكومة لم تأذن للجيش بشن هجوم على المسلحين في الجرود بسبب الضغط الأميركي، وقد هددوا الجيش بإيقاف المعونات عنه اذا شن هجومًا على المسلحين في الجرود.

واشار السيد نصرالله الى أنه تم استعادة شهداء الجيش اللبناني وشهداء قوى الأمن وتحرير الأسرى واستعادة أسرانا، وانهاء الوجود الارهابي في مناطقنا وهذا ما نسميه بـالتحرير الثاني والانتصار.

وقال: إننا لا أنسى القرى والبلدات التي رغم معاناتها وظروفها كان تجمع مما لديها في بيوتها لايصاله للمجاهدين، إذ كان الاقبال كبير جدًا من أجل الدفاع عن لبنان وأرضه، فكانت أعداد المقاتلين كبيرة جدًا ولا تتناسب مع حجم المَهمة.

كما اعتبر نصرالله أن التحرير الأول هو عام 2000 وانتصار تموز والتحرير الثاني هو تحرير جرود البقاع وأما التحرير الثالث الذي بدأ قبل أيام في موضوع التنقيب في البلوك رقم (9) كل ذلك نتيجة معادلة جيش شعب مقاومة، مشددًا على أن المعادلة الاستراتيجية الوطنية القائمة على الجيش والشعب والمقاومة حققت انتصارات عظيمة.

وأضاف أنه دائمًا كان يُقال أن الصهيوني يدرس تجاربه لكن يبدو أن هذا الكلام لا ينطبق حاليًا لا على كيان العدو ولا على جيشه، ومنذ 1982 حتى اليوم بقي العدو الاسرائيلي يصوّر ان الذين يقاتلون في لبنان يطبقون خطة ايرانية لكن هو غافل ان الشعب اللبناني يقاتل بارادة لبنانية لتحرير أرضه، مشيرًا الى أن الاسرائيليين غافلون عن أن المقاومة في الضفة الغربية هي ارادة الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب يقاتلهم منذ 75 عامًا أي قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، إذ أنه أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية والعجز الاسرائيلي هرب بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة العدو) الى تصوير ما يجري في الضفة كخطة ايرانية.

واشار نصرالله أن أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا او فلسطينيًا او سوريًا أو ايرانيًا او غيرهم بالتأكيد سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات ولن نقبل على الاطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة.

وشدد على أن هذه التهديدات لا تجعل المقاومة تتراجع لا التهديد ولا تنفيذ التهديد سيضعف المقاومة بل سيزيدها عنادًا وعزمًا، وتساءل هل استطاعت الاغتيالات أن تهزّ من إرادة المقاومة بل دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والأمل بالانتصار وهذا ما حصل مع كل المقاومين في منطقتنا؟

وبيّن أنه يجب أن يعترف العدو بأنه في مأزق تاريخي ووجودي واستراتيجي ولن يجد مخرجًا لذلك.

وفيما خص أسرى فلسطين والبحرين، شدد السيد نصرالله على أنه يجب التضامن الحقيقي مع الأسرى في فلسطين ومع السجناء السياسيين في البحرين.

كما أكد أن القائد الفعلي للحرب على سوريا منذ اليوم الأول هو الاميركي والسفير الاميركي في دمشق اعترف بذلك، مضيفًأ أن ما يجري في سوريا اليوم هو استمرار لما بدأ في العام 2011 وهو مشروع أميركي استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الاقليمية التي ساندتها بالمال والاعلام والسلاح.

ولفت الى أنه بحجة داعش عادت القوات الأميركية الى العراق وبحجة داعش دخلت لتحتل شرق الفرات، إذ أنه ليست منطقة شرق الفرات مسألة داخلية بل مسألة أميركية بامتياز، فالأميركيون يسيطرون على حقول النفط في شرق الفرات وهم الذين يمنعون أن تعود هذه الحقول الى الحكومة السورية، فاليوم الكثير من الشركات في العالم ومنها الشركات الصينية والروسية لا تستثمر في سوريا بسبب العقوبات.

ورأى أن الدولة في سوريا بذلت جهودًا كبيرة ولكن كلنا يعرف أن الأبواب سُدّت وأن الحصار أُحكم، وبمجرد أن بدا واضحًا أن الحرب العسكرية فشلت وبدأت سوريا تتعافي كان قانون قيصر جاهزًا.

وأضاف: يريدون من قوات اليونفيل أن تعمل عند الاسرائيلي وجواسيس عندهم وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس ان تصل المطلوب ان تقوم بذلك كاميرات اليونيفيل، ومشكورة الحكومة اللبنانية سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك بدون تنسيق واذن. وتابع: نشد على أيدي الحكومة اللبنانية ونأمل أن تُوفق لاجراء هذا التعديل، وخلفية إجراء هذا العديل لها علاقة بالكرامة والا هذا سيبقى حبرا على ورق والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية.

وأضاف حول الملف الرئاسي: قيل أمس من قبل جهة أساسية أنهم يرفضون الحوار، فهل نأتي بهم الى الحوار بالقوة؟ نحن لأننا لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا فلا نخاف من الحوار وجاهزون له طبعًا لا نتسول الحوار من أحد، الآن يستقوون على الفرنسيين ولكن لو كان المبعوث أميركيًّا هل كانوا سيتجرأون على ذلك؟

وتابع: يقولون «نحن نريد رئيسًا لبناء دولة تواجه حزب الله»، فهم لا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع! أنتم تخدمون هدف «اسرائيل» المعلن التي لا تريد استقلالا لهذا البلد والاميركي والاسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، أقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان الى حرب أهلية.

وأردف قائلا: لا أمارس حربًا نفسية على اللبنانيين ولا أهول عليهم وانما أقول لهم الحقائق التي يعمل عليها البعض، الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، والحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا.

وأضاف: نحن أمام نقاش جدي مع التيار الوطني الحر وعميق ويحتاج الى بعض الوقت، وعُرض علينا موضوع اللامركزية الادارية والمالية واذا اتفقنا على مسودة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء. ونحن أمام اقتراح قانون فيه عدد كبير من المواد وهو يحتاج الى أغلبية لاقراره في المجلس النيابي.

ولمناسبة الذكرى 45 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، قال نصر الله أن قضية الامام الصدر ستبقى حيّة حتى يعود مع رفيقيه الى ساحة جهاده ونضاله وإنْ كان قد كبر به السن، وسنواصل درب الامام الصدر في المقاومة واحتضان المقاومة الفلسطينية وفي التطلع الى القدس وفي الاصرار على العيش الواحد في لبنان وفي الايمان بلبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه ويأبى التقسيم والتفرقة، مضيفًا أننا نضم صوتنا الى صوت اخواننا في قيادة وجمهور حركة أمل ونعتبر انفسنا جميعًا أبناء هذا الامام الكبير والجليل وتلامذته.

وفي ذكرى أربعين الإمام الحسن، بيّن نصر الله أن الملايين شهدوا الذين يذهبون مشيًا على الاقدام الى كربلاء، ما يدفع الى الكثير من الأسئلة الروحية والعاطفية والانسانية والايمانية خصوصًا في زمن القحط الفكري والانحطاط اللأخلاق والشذوذ الجنسي.

كما اعتبر نصر الله أن هذا المشهد المليوني يعبّر عن نقاط القوة لدى الأمة كما في موسم الحج نتمنى أن تكون هذه المواسم مواسم البراءة من الظالمين والطغاة، إذ أننا نشهد اليوم وجود فلسطين والقدس في مسيرة أربعين الإمام الحسين، وذلك في المؤتمر وزيارة الحسين وطريق المسير.

وأخيرًا بارك الأمين لحزب الله عيد التحرير الثاني وخصوصًا لأهلنا في البقاع وفي بعلبك الهرمل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal