خبز وملح بين ميقاتي والراعي والمطارنة.. مصارحة وتبديد هواجس وتشاور!… غسان ريفي

منذ أكثر من 15 عاما، والرئيس نجيب ميقاتي يحرص في أول يوم أربعاء من شهر آب، على زيارة الصرح البطريركي في الديمان ولقاء البطريرك الماروني والمطارنة الذين يكونوا في إجتماعهم الشهري، حيث يتحاور معهم ثم يتناولون مجتمعين طعام الغداء.
هذه الزيارة تحولت الى تقليد سنوي، يشير الى عمق العلاقة التي تربط الرئيس ميقاتي بالبطريركية المارونية ورأس كنيستها ومطارنتها، كما تدل على حرص ميقاتي على الحضور المسيحي ودوره وشراكته بما يساهم في تمتين العيش المشترك القائم على التنوع الغني ضمن الوحدة الوطنية التي تساعد على تجنيب لبنان الكثير من الأزمات.
بالأمس لم يخلف الرئيس ميقاتي موعده مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فحضر الى الديمان يرافقه الوزراء: نجلة رياشي، جورج كلاس، أمين سلام، محمد وسام مرتضى، وجورج بوشكيان إضافة الى مستشاريه الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر، حيث شارك في إجتماع المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك الراعي الذي أثنى على زيارة رئيس الحكومة السبّاق دائما في الود، وفي الحفاظ على هذا التقليد الذي يدل على محبته، مؤكدا أن العلاقة التي تربطنا بالرئيس ميقاتي متنية وجيدة وتاريخية، ووجوده معنا اليوم يشكل فرحة للمطارنة والرؤساء العامين الذين يريدون أن يتحاوروا معه.
وأثنى الراعي على الجهود الكبيرة التي يبذلها ميقاتي حيث يسير بين النقاط في معالجة العديد من الملفات، مشيدا بالصبر الذي يتمتع به، ممازحا إياه بالقول: أريد أن أقول للسادة المطارنة أن “دولة الرئيس عنده صبر مثل طوله”.
ثم كانت جلسة مصارحة، إستمع فيها ميقاتي الى وجهات نظر المطارنة وهواجسهم حول مختلف الملفات، حيث أبدوا مخاوفهم من “الحديث الدائر حول ترويج الشذوذ الجنسي في المدارس”، مؤكدين أن “المسيحية والاسلام يلتقيان على رفضه ومواجهته كونه يخالف الطبيعة البشرية”، كما طرحوا ملفات تتعلق بالاقتصاد، والنازحين السوريين، وأحداث عين الحلوة، والجامعة اللبنانية، وأموال المودعين، وكيفية التعاطي مع مصرف لبنان بعد إنتهاء ولاية رياض سلامة وتسلم نائب الحاكم الأول وسيم منصوري، إضافة الى العديد من المسائل التي تثير قلقهم.
وقد رد الرئيس ميقاتي على تساؤلات المطارنة بإسهاب، وشرح ما تقوم به الحكومة في كل هذه الملفات، وكان نقاش مثمر وجد فيه الجميع بأن المسائل والملفات التي تطرح لا تهم طائفة بعينها أو فئة لبنانية محددة، بل هي تهم كل اللبنانيين بدون إستثناء، ولا بد من أن يكون هناك لقاءات تشاورية متلاحقة خصوصا في ظل هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد للوصول الى قواسم مشتركة تُنتج الحلول الناجعة، وقد جرى التداول بأفكار عدة، من بينها زيارة وزراء الحكومة الى الصرح البطريركي في الديمان لعقد لقاء تشاوري بمشاركة البطريرك الراعي للبحث في تعزيز القيم الروحية والوطنية والعيش الواحد، وقد تم التوافق على أن تكون هذه الزيارة عند الحادية عشرة من يوم الثلاثاء.
وقد تم التأكيد على أن هذا اللقاء التشاوري لا علاقة له بجلسات مجلس الوزراء أي أنه سيكون من دون جدول أعمال ولن يدعو إليه أمين عام مجلس الوزراء ولن يحضره مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير، ولن يحتاج الى نصاب، بل سيُترك الخيار للوزراء كل بحسب رغبته بالمشاركة أو عدمها.
لا شك في أن زيارة ميقاتي الى الصرح البطريركي ولقائه البطريرك الراعي والمطارنة، وما تضمنته من صراحة وودّ وتفاهم وتناغم، وتلاق على “الخبز والملح” خلال مأدبة غداء شارك فيها الجميع، وما نتج عنها من لقاء تشاوري وزاري سيعقد يوم الثلاثاء المقبل، كل ذلك يؤكد أن ميقاتي منفتح على كل الأطراف اللبنانية ويسعى الى الحوار والتشاور معهم بما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين، كما يشكل ذلك، ردا واضحا على من يتهم ميقاتي بأنه يصادر صلاحيات رئاسة الجمهورية ويستهدف المسيحيين!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal