الجنوب الى صدارة المشهد.. والمقاومة جاهزة للرد على الاعتداءات!… ديانا غسطين

في الذكرى السابعة عشر لحرب تموز ٢٠٠٦، عاد الجنوب اللبناني الى صدارة المشهد كاسراً الجمود السياسي الذي يصيب البلاد. إتجهت الأنظار نحو بلدتي البستان والغجر الحدوديتين. حيث يحاول العدو الإسرائيلي ضم القسم الشمالي من الغجر اليه رغم الاعتراف الدولي بلبنانيتها.
محاولة القضم الإسرائيلية للأرض اللبنانية والتي بدأت بإنشاء سياج منذ حوالي العام وسط سكوت تام من قبل الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل، جاءت تحت ذريعة ان حزب الله قد نصب خيمتين عند الحدود مع فلسطين المحتلة. الامر الذي أدى الى استنفار تام على الجهتين المتقابلتين خلال الأسابيع القليلة الماضية ما دفع بالوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين الى الهرولة نحو تل ابيب لاستطلاع الموقف والعمل على التهدئة.
وقد تزامنت زيارة هوكشتاين مع طلب وزارة الخارجية اللبنانية الى بعثتها الدائمة في الأمم المتحدة تقديم شكوى ضد العدو الإسرائيلي بسبب خرقه الدائم واليومي للقرار ١٧٠١.
في سياق متصل، وفيما اعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب “أهميّة إستكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الإجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والإستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة”، اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على “ضرورة تطبيق القرار ١٧٠١ ونزع كافة التعديات الاسرائيلية وصولاً الى نقطة ال B1”.
وفي تصعيد مفاجئ، اقدم جنود العدو الإسرائيلي بعد ظهر أمس على القاء قنبلة من مسيرة اسرائيلية إستهدفت ٣ مقاتلين لحزب الله عُلم أن إصاباتهم طفيفة. وبإنتظار ان يكتمل التحقيق في الحادثة ويصدر تقرير رسمي عن قيادة الجيش او اليونيفيل، جاء الموقف الأكثر حسماً، على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اعلن في كلمته المتلفزة لمناسبة الذكرى السابعة عشر لعدوان تموز ٢٠٠٦، بأننا “وضعنا خيمة داخل الأراضي اللبنانية، وخيمة داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا ونحن نقول إنها أرض لبنانية، ولدينا الحرية في أن نعمل ما نريد هناك. مشيرًا إلى أنّه “لا يمكن السكوت إذا تمّ التعرض للخيم في مزارع شبعا، والمجاهدون لديهم توجيه للتعامل مع أي تعرض إسرائيلي لهم”، وأنّه “على الحدود البرية هناك عدد من النقاط لا يزال الإسرائيلي متواجدا فيها وعليه ان يخرج منها”، وما يجري الآن ليس ترسيمًا للحدود البرية مع كيان العدو، بل نحن نطالب بانسحاب العدو من النقاط اللبنانية المحتلة،
وفي موضوع قرية الغجر، هذه أرض لبنانية أعاد العدو احتلالها، ولا يجوز السكوت عن هذا الموضوع”.
الى ذلك تشير مصادر متابعة الى ان ما يجري عند الحدود الجنوبية لا يتعدى مجرد استعراض عضلات للعدو الاسرائيلي، خاصة وانه “غير قادر” على الدخول بمواجهة عسكرية مع حزب الله من جهة، اضف الى انه ملتزم ايضاً بتطبيق بنود اتفاق الترسيم خاصة وان موعد بدء شركة “توتال انرجي” بالتنقيب عن النفط في البلوك رقم ٩ جنوباً قد بات قريباً. وترى المصادر التي توقعت زيارة قريبة لهوكشتاين الى بيروت، ان يكون موضوع ترسيم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة على طاولة البحث مع المسؤولين اللبنانيين، مشيرة الى ان الترسيم ان حصل سيشمل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.
اذاً، هي محاولات مستمرة لقضم الاراضي اللبنانية يقوم بها العدو الصهيوني فيما العالم مغمض العينين عن هذه الجرائم. وبانتظار ما سيؤول اليه التنقيب عن النفط من جهة، والترسيم البري من جهة اخرى، تبقى المقاومة بمجاهديها وسلاحها، وبالتعاون مع الجيش والشعب، العين الساهرة والحصن المنيع في وجه مغتصبي الارض.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal