د. خالد بغدادي وإليه… بقلم: د. جان توما

أحكي لكِ..

أحكي لكِ عن مدنِ المشاطئة، تلك التي تبدأ من رمل هذا الشاطئ العربيّ المصريّ لتتصل بصخور الفيحاء الغرقى في العروبة التي عاشتها نضالا وتظاهرًا معمَّدة باليمّ المالح والشهادة الحقّة.

أحكي لكِ عن أزقةِ طرابلس النهريّة، المدينة الثانية الغنيّة بالآثار المملوكيّة بعد القاهرة، والثريّة بطيبة أهلها، وسماحة مواطنيها، وفرح ساكنيها الأحياء في الأحياء العتيقة وشوارعها الجديدة، في منطقة الضمّ والفرز المجاورة لمليون متر من أبنية المهندس البرازيلي أوسكار نيماير التي ترتفع بأبهّة معماريّة في معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي الدوليّ، ومتشاوفة.

أحكي لكِ نزهاتي على” البيسكلتة”، أو “البسكلة” في مدينة ” الأسكلة”، التي صار اسمها منذ عام ١٩٧٩ الميناء، وهي طرابلس التاريخيّة البحريّة التي حرّرها سلطان المماليك قلاوون عام ١٢٨٩ م من الفرنجة، ولكي لا يعودوا، دمّر سورها وبعض مبانيها، وبنى طرابلس المملوكيّة الحاليّة. الميناء مدينة متوغّلة بآثارها في التاريخ، بناها فينيقيو صيدا وصور وأرواد مقرّا لاجتماعهم السنويّ. في أزقّة هذا الثغر البحريّ، شهادة حيّة بنسيج أهلها، وعفوياتهم، وبساطة عيشهم على حضارة المدينة وتاريخها.

أحكي لكِ تاريخ جامعة بيروت العربيّة التي قدّمت العلم لكثيرين، منارة ثقافة، ومنصة عام. هو عمر أمضيته هناك، حيث الوجوه مالحة إلى حدّ العذوبة، فلا تلقى إلّا أهلًا وأحبّة، لكأنّك في عائلة الودّ، وآل التعاضد، وبيت التكافل.

أحكي لكِ؟ ربما لا، أعيش ما قلته، وأحياه.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal