هل يعجز المجلس النيابي الحالي عن انتخاب رئيس للجمهورية؟!… غسان ريفي

الكل ينتظر عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فيما عودته مرهونة بالتطورات على الساحة الفرنسية الساخنة، وبالاتصالات التي ستجري بين الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني، بما يمكنه من حمل بعض الاقتراحات لمناقشتها مع الفرقاء اللبنانيين.
حتى الآن ما يزال الاستعصاء السياسي سيد الموقف، مع إنتهاء التقاطع المسيحي على جهاد أزعور الذي توقع له وليد جنبلاط ان يكون مرشح الجلسة الواحدة، وبعد إيحاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالاستغناء عنه لمصلحة الوزير السابق زياد بارود، ومع الانقسام العمودي حول الحوار مكانه وزمانه وجدول أعماله.
وفي هذا الاطار، تؤكد المعلومات ان لقاءات لودريان في لبنان لم تكن كلها ايجابية، خصوصا أن ردة فعل النائب جورج عدوان حول الاحداث الجارية في فرنسا ودعوته الرئيس إيمانويل ماكرون الى الاستعانة بالقوات لحل أزمته، أكد ان لقاء لودريان مع سمير جعجع كان سلبيا خصوصا ان الاخير كان له موقفا مسبقا من فرنسا وهو كان اتهمها بعقد صفقة مع حزب الله.
وتقول المعلومات ان لودريان تحدث خلال اللقاءات بأمرين الاول الحوار، حيث عرض على حزب الله عقد طاولة حوار موسعة لمناقشة العديد من الامور ومن بينها النظام السياسي للبلاد، وقد جاءه الجواب واضحا وصريحا بأن “قبل الرئاسة لا حوار إلا بالرئاسة، وبعد ذلك فليدعو الرئيس العتيد الى سلسلة من الحوارات”، وذلك على عكس ما يروج له البعض وخصوصا الاطراف المسيحية بأن “حزب الله يرغب بحوار حول النظام الرئاسي قبل الانتخابات”.
والامر الثاني هو حديثه عن التوازن السلبي الذي أفرزته جلسة 14 حزيران وإمكانية التفكير بمرشح ثالث، لكن جواب الثنائي الشيعي كان التمسك بفرنجية الى أبعد الحدود، فيما كان جواب الاطراف المسيحية هو رفض فرنجية بالكامل من دون التقاطع مجددا على مرشح جديد، ما أعاد فرنجية المرشح الجدي الوحيد الذي انطلق بمعركته الرئاسية التي كانت ساحتها جلسة 14 حزيران ب 51 صوتا.
وتقول مصادر سياسية مطلعة ل “سفير الشمال”: إن استمرار هذا “الستاتيكو” على حاله، وعدم قدرة جان إيف لودريان على إحداث خرق في جدار الأزمة، وانشغال بعض الدول المعنية بقضاياها الداخلية التي من شأنها ان تخفف من اهتمامها بلبنان، وعدم دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة جديدة طالما أنها من دون جدوى في ظل لجوء الطرفين الى التعطيل، كل ذلك يعني أن المجلس النيابي الحالي لن ينتخب رئيسا للجمهورية، ما سيجعله امام خيارين، فإما ان يحل نفسه لمصلحة إنتخابات نيابية جديدة في وقت قريب، أو أن يستمر في ظل الشغور حتى موعد الانتخابات في العام 2026..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal