في أكبر عملية منذ الانتفاضة الثانية.. قصف اسرائيلي على جنين يوقع شهداء وجرحى

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت 3 أشخاص وأصابت 13 آخرين في عملية نفذتها خلال الليل في مدينة جنين بالضفة الغربية.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية فإن طائرات إسرائيلية استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه، ما ادى إلى وفاة 3 فلسطينيين، وإصابة 13 آخرين، بينهم 3 بحالة الخطر.

وذكرت الوكالة أنه عقب عملية القصف اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

وبحسب مصادر محلية فلسطينية فإن اشتباكات مسلحة دارت ضد القوات الإسرائيلية في جنين بعد دخول قوات إلى المدينة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن قوات الأمن عملت في الساعات الأخيرة بجهد مكثف ضد ما وصفها بمراكز الإرهاب في جنين، مضيفا أن المنظومة الأمنية جاهزة للتعامل مع كل سيناريو.

وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) -في بيان مشترك- استهداف مقرّ للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، وقال إن المقرّ المستهدف استخدم نقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ سلاح الجو شنّ هجوما استهدف مقرّ قيادة عمليات موحدة للفصائل المسلحة في مخيم جنين، مضيفا أن المقر المستهدف كان يؤوي مطلوبين على خلفية تنفيذهم عمليات خلال الأشهر الأخيرة.

من جانبها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتقال حوالي 15 مطلوبا فلسطينيا في إطار مداهمات للمنازل في جنين، ونقلت عن مصدر أمني قوله إن القوات الإسرائيلية تعمل على الاستيلاء على مبان ومنازل لمسلحين في جنين واعتقال مطلوبين.

اكبر عملية منذ الانتفاضة الثانية
من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005).

وقالت الهيئة إن هناك عملية مكثفة للجيش الإسرائيلي في جنين، وإن الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عاما.

بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية العسكرية في جنين تنفذها قوات من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهي الكبرى منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، مشيرة إلى أن الهدف منها هو استعادة الردع الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية خاصة في جنين.

وأضافت أن نحو ألف جندي يشاركون في العملية بينهم المستعربون وسلاح الجو والمدفعية، وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وقيادة الجيش وافقوا على العملية قبل 10 أيام، مشيرة إلى أنه يتوقع أن تستمر يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.

كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش نشر بطاريات القبة الحديدية، تحسبا لأي قصف صاروخي ردا على عملية جنين.

وعن الجانب الفلسطيني، أكدت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها استهدفت آليات الاحتلال في محيط مخيم جنين وحققت إصابات.

وأعلنت كتيبة جنين عن معركة “بأس جنين” للرد على عملية الاقتحام، وقالت في بيان إن مقاتليها في أفضل حالاتهم وإن ما شاهده العدو هو شيء يسير مما ينتظره.

وبالتزامن، قالت مجموعات قباطية التابعة أيضا لسرايا القدس إن مقاتليها استهدفوا آليات الاحتلال على دوار الشهداء بجنين.

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى بجنين أن مقاتليها استهدفوا بالرصاص والعبوات المتفجرة قوة إسرائيلية خاصة على أطراف مخيم جنين.

كما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أن مقاتليها يستهدفون جنود الاحتلال في جنين بالرصاص.

حصيلة أولية
أما عن حصيلة أولية، قال مدير الإسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني إن عدد الشهداء في جنين بلغ أربعة، لكنه مرشح للارتفاع مع صعوبة الوصول للضحايا.

كما أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد أربعة وإصابة 13 آخرين في مخيم جنين، وقال مسعف فلسطيني للجزيرة إن أغلب الإصابات كانت نتيجة قصف الطائرات المسيّرة.

من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثلاثة وإصابة 26 آخرين بينهم سبعة جراحهم خطيرة، جراء الهجوم الإسرائيلي على جنين.

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي حرائق وأعمدة من الدخان جراء القصف الإسرائيلي.

“حماس”: العدوان على جنين سيفشل
من جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن العدوان على جنين سيفشل، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يتحملون مسؤولية ما يجري.

وأضافت الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع حسم المعركة ضد المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله.

وفي الإطار نفسه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيردان على هذا العدوان البربري.

وقال هنية إن “الدَّم الذي يراق على أرض جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات”.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن العدوان على جنين لن يحقق أهدافه، وإن جنين لن تستسلم.

وأضافت الحركة أن المقاومة ستواجه العدو، وأن كل الخيارات مفتوحة لضربه ردا على عدوانه على جنين.

أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فقالت إنها وكل الفصائل الفلسطينية ستواجه العدوان على جنين وستفشله.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal