لودريان في بيروت قريباً.. تغيير الأداء لا الجوهر!… عبدالكافي الصمد

يرتقب الوسط السّياسي في لبنان زيارة وزير الخارجية الفرنسي السّابق جان إيف لودريان إلى لبنان في غضون أيّام، بصفته الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، لمعرفة ما يحمل في جعبته من رسائل ومعلومات واقتراحات أو أجوبة وحلول لأزمات لبنان المزمنة والمتعدّدة، وتحديداً أزمة الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى.

لكنّ الآمال المعلّقة على زيارة لودريان إلى لبنان لا تبدو واقعية، ولا يُنتظر الكثير منها كونها تبدو إستطلاعية وذات أهداف محدّدة ومحدودة، عكس ما يُروّج في بعض وسائل الإعلام التي حمّلت زيارة الموفد الفرنسي أكثر ممّا تحتمل.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”سفير الشّمال” أنّ لودريان “جاء ليعالج الإشكاليات التي تسبّب بها سلفه باتريك دوريل، الذي كان يحتل منصب مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشّرق الأدنى، بينما جرى تخصيص لودريان للبنان فقط، بعد شكاوى عدة وصلت إلى أسماع ماكرون من فرقاء لبنانيين أبدوا إستياءهم من أداء دوريل”.

وأشارت المصادر إلى أنّ آخر المستائين من أداء دوريل كان البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي التقى ماكرون في قصر الإليزيه في 31 أيّار الماضي، الذي أبلغه عدم إرتياح المسيحيين، وتحديداً الموارنة، وامتعاضهم، من سلوك موفد فرنسا الرئاسي دوريل، وقال له “الأمور مش ماشية هيك”، ما دفع ماكرون إلى اتخاذ قرار في السّابع من حزيران الجاري، بعد أسبوع من لقائه الراعي، سحب فيه ملف لبنان من بين أيدي دوريل وتسليمه إلى لودريان”.

لكن إستبدال دوريل بـ لودريان، وفق المصادر، “لا يعني أنّ سياسة فرنسا تجاه لبنان، ونظرتها إلى كيفية إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي ستتغير حكماً، إنما التغيير سيطال، وفق ما يبدو، الأداء لا الجوهر، بعد اعتراضات مسيحية، ومارونية خصوصاً، على أداء دوريل وطريقة تعاطيه معهم”.

هل يعني ذلك أنّ التغيير المذكور في رأس هيكلية الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان سيطال أيضاً صيغة إقتراح الحلّ الذي جاء به دوريل، ومفاده “إنتخاب رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، مع حكومة إصلاحية يترأسها السّفير السّابق نوّاف سلام، وأنّه الخيار الوحيد المتاح، وليس هناك حلّ آخر”، مثل ما نقل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عن دوريل الذي التقاه في وقت سابق قبل إبعاده من منصبه؟

تجيب المصادر بالنفي “لأنّ سياسات الدول، مثل فرنسا، لا تتأثر بالأشخاص، إنّما تكون نتيجة دراسة تنطلق من المصالح العليا لهذه الدول، ولا تكون خاضعة للأهواء والمصالح الضيقة كما هو الحال عندنا، وبالتالي فإنّ جوهر المبادرة الفرنسية سوف يستمر كما هو، إنّما الذي سيتغير هو الأداء والشّكل”.

غير أنّ ما سبق لا يلغي أسئلة كثيرة مطروحة تسبق مجيء لودريان إلى لبنان، من أبرزها: هل أنّ فرنسا تملك قراراً وتأثيراً في لبنان مثل الولايات المتحدة والسّعودية وإيران وسوريا، وهل كونها “الأمّ الحنون” لموارنة لبنان، كما أطلقوا عليها أيّام إنتدابها السّابق على لبنان، يتجاوز كونها تلعب دور الوسيط وناقل الرسائل ليس إلّا؟


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal