وسط حفلٍ أسطوري حضره زعماء الدول.. تتويج تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا

في حفلٍ تاريخي وأسطوري، أقيم اليوم السبت، تُوّج تشارلز الثالث (74 عاماً) ملكاً على بريطانيا بحضور كبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم.

وجرت إحتفالية التتويج في كاتدرائية وستمنستر – لندن وذلك وسط حماية أمنية مشددة، إذ نشرت السُّلطات البريطانية آلاف الضباط لتأمين مراسم التنصيب في العاصمة لندن.

وبعد سلسلة من المراسم التي أقيمت، ارتدى الملك تاج سانت إدوارد الذي صُنع في عام 1661 ويحتوي على 4 تقاطعات واثنين من الأقواس، وهو مصنوع من الذهب الخالص ومزين بـ444 حجراً كريما بما في ذلك الياقوت وأحجار كريمة أخرى.

وقائع التتويج

وانتقل الملك تشارلز وقرينته كاميلا عبر “العربة الألماسية” من قصر باكنغهام إلى كنيسة “ويستمنستر” في لندن، وذلك بمواكبةٍ من “سلاح الفُرسان”. ووسط ذلك، تحلقت على جوانب مسار العربة الكثير من الحشود التي تتابع بشغف حفل تتويج الملك الذي يعدّ تاريخياً بإمتياز.

وقبل وصول العربة وصل الأمير هاري، نجل الملك تشارلز، إلى كنيسة ويستمنستر منفرداً لحضور حفل تتويج والده فيما بقيت زوجته الأميرة ميغان في الولايات المتحدة مع أطفالها.

وإثر ذلك، وصل موكب الملك تشارلز إلى الكنيسة، حيث دخلها بعد زوجته كاميلا التي ارتدت فستاناً أبيض طويل. وبعد هذا الأمر، تم إدخال التاج الملكي إلى الكنيسة تحت أنظار الحاضرين. وعقب ذلك، طلب رئيس الأساقفة الذي يدير مراسم التتويج من الملك تشارلز الإدلاء بالقسم والتأكيد على أنه سيحافظ على القانون وكنيسة إنكلترا خلال فترة حكمه. وبعدها، وضع الملك يده على الإنجيل، وتعهد بـ”تنفيذ وحفظ” تلك الوعود، كما أدى القسم الثاني من القسم الذي ينص على أنه “بروتستانتي مُخلص”.

وبعدها، وقع تشارلز على القسم بعد تأديته وذلك وسط تراتيل أدّتها الجوقات الموجودة داخل الكنيسة. وفي كلمةٍ مقتضبة له، قال الملك: “سأحافظ على التشريعات بأفضل ما في وسعي ووفقاً للقانون”.

وعقب القسم، ألقى رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك كلمة مقتضبة، وفعل الأمر نفسه رئيس الأساقفة في الكنيسة. وبعدها، خلع الملك تشارلز عباءته الملكية عقب تسلمه “صولجان الحمامة” الذي يرمز إلى الدور الروحاني للملك، لتبدأ بعد ذلك مراسم “دهن الزيت المقدس”. إثر ذلك، جلس الملك على العرش، وجرى تسليمه مهمازان يرمزان إلى الفروسية. وللإشارة، فإن المهماز هو قطعة حديدية توضح في مؤخر حذاء الفارس.

وفي إطار المراسم أيضاً، تم تسليم تشارلز الثالث العديد من الرموز الملكية من بينها سواري الأمانة والحكمة، والخاتم الذي يرمز إلى الكرامة الملكية.

وبعدها، ارتدى الملك تشارلز التاج الملكي، وردّد رئيس أساقفة كانتربري مع الحاضرين عبارة: “حفظ الله الملك”. وبذلك، يكون تشارلز قد نُصّب رسمياً ملكاً على بريطانيا.

حشودٌ كثيفة

ومنذ الصباح الباكر، توافدت حشود من بريطانيا وشتى أنحاء العالم إلى لندن لمتابعة التتويج. ووفقاً لشبكة “سكاي نيوز عربية”، فقد بدأ عشرات الآلاف منذ الصباح الباكر في التدفق على ذا مول وهو طريق واسع كبير يؤدي إلى قصر بكنغهام، بينما مر أمامهم جنود في الملابس الرسمية وفرق موسيقية عسكرية.

وستكون المراسم على نطاق أصغر من تلك التي أقيمت لتتويج الملكة الراحلة إليزابيث في عام 1953، لكنها ستهدف مع ذلك إلى أن تكون مبهرة حيث ستضم مجموعة من الرموز التاريخية من كرات ذهبية وسيوف مرصعة بالجواهر إلى صولجان يحمل أكبر قطعة ألماس مقطوعة وعديمة اللون في العالم.

وستستمر الاحتفالات، الأحد، بإقامة حفلات في الشوارع على مستوى البلاد وحفل موسيقي في منزل الملك بقلعة وندسور.

إجراءات أمنية شديدة

ولحماية الإحتفال، تم استدعاء أكثر من 11500 ضابط شرطة للخدمة في يوم التتويج، وهو أكبر تعبئة ليوم واحد منذ عقود، وفقا لما أعلنت شرطة العاصمة البريطانية في لندن.

وإجمالا، تم نشر أكثر من 29000 ضابط في الأسبوع الذي يسبق التتويج في عطلة نهاية الأسبوع، وقالت شرطة لندن إن العملية- التي تحمل اسم Golden Orb- ستشهد قيام الضباط بالاصطفاف على خط مسار الموكب، وإدارة الحشود وإغلاق الطرق، وحماية الأفراد البارزين وإجراء عمليات البحث مع فرق متخصصة.

كذلك، فقد تبين أن السلطات الأمنية البريطانية تستخدم تقنية التعرف على الوجه في وسط لندن، وقد قالت شرطة المتروبوليتان إنّ “قائمة المراقبة ستُركز على أولئك الذين سيثير حضورهم في يوم التتويج مخاوف تتعلق بالحماية العامة، بما في ذلك المطلوبين لارتكاب جرائم أو لديهم مذكرة توقيف معلقة صادرة عن المحاكم، أو أولئك الذين يخضعون لبرامج إدارة الجناة ذات الصلة من أجل الحفاظ على سلامة الجمهور”.

توقيف مُحتجين مناهضين للملكية

وتزامناً مع الحفل الضخم، أوقفت الشرطة البريطانية اليوم السبت، أعضاء بارزين من حركة “جمهورية” المناهضة للملكية أثناء استعدادهم لتنفيذ احتجاج على تتويج الملك تشارلز الثالث.

وقال ناشط من حركة “جمهورية” في ميدان “ترافالغار” في لندن لوكالة فرانس برس: “أوقفوا 6 من منظمينا وصادروا مئات اللافتات ولن يخبرونا عن سبب توقيفهم أو مكان احتجازهم”.

ويخطط حوالى ألفي متظاهر للتجمع في طريق الموكب المهيب للملك تشارلز في ميدان ترافالغار، وفق ما قالت صحيفة ديلي ميل.

وتتوقع السلطات أن ينظم ناشطون بيئيون مظاهرات أيضاً.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal