هل يرتبط الموقف التصعيدي للقوات بتقدم ورقة فرنجية الرئاسية؟!… غسان ريفي

ما تزال الملفات اللبنانية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي عصية على الحل، بالرغم من تزايد الايجابيات في أجواء المنطقة التي بدأت تشهد ترجمة للتوافقات التي حصلت، سواء على صعيد الملف السعودي ـ الايراني الذي ناقشه وزيرا الخارجية في البلدين بإتصال هاتفي أمس إستعدادا لعقد قمة سعودية ـ إيرانية منتظرة، أو على صعيد إستكمال الانفتاح العربي على سوريا بزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى دمشق بعد عيد الفطر لتسليم الرئيس بشار الأسد دعوة لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض وذلك بعد إنقطاع كامل دام أكثر من عقد.
وتشير المعطيات الى أن السعودية ترغب في أن تكون قمة الرياض كاملة الأوصاف ومكتملة العناصر، وذلك بمشاركة رئيس جمهورية لبنان، من هنا يمكن تفسير وضع الملف الرئاسي على نار حامية فرنسيا وسعوديا، في ظل معلومات عن إجتماع قريب ستعقده الدول الخمس أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر في الرياض، وذلك تأكيدا على عودة المملكة للاهتمام بلبنان وعلى الدور الذي قد تلعبه مستقبلا.
في غضون ذلك، عاد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من باريس بعد إجتماع عقده مع المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، حيث أشارت المعلومات الى أن الأجواء كانت إيجابية وأن فرنسا ماضية في دعم ترشيح رئيس تيار المردة وفي تذليل العقبات التي تعترضه، وأن الاتصالات ستتكثف في المرحلة المقبلة بين الدول المعنية، على أن يترافق ذلك مع تحرك سياسي لفرنجية في لبنان.
في غضون ذلك، ما تزال التيارات السياسية المسيحية تصرّ على قطع الطرقات على بعضها البعض، لا بل تتفنن في التعطيل لمنع فرنجية من الوصول الى قصر بعبدا، فضلا عن رفضها أي مرشح يمكن أن يشكل قاسما مشتركا، في ظل طموحات كل تيار في إيصال مرشحه، الأمر الذي دفع البطريرك بشارة الراعي الى دعوة النواب المسيحيين الى جلسة صلاة وتأمل يوم الأربعاء المقبل في حريصا، في حين أن الأمر يحتاج الى صلاة مقرونة بقرار يفضي الى ممارسة الواجب الوطني في إنتخاب رئيس للبلاد.
وكان لافتا، التطور الذي برز في اليومين الماضيين لجهة تصعيد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قداس شهداء القوات في زحلة، حيث رفع السقف السياسي الى أعلى مدى، مخاطبا محور الممانعة بأنه “على قصر بعبدا ما بتفوتوا”.
بعض المراقبين الذين قاموا بتحليل هذا الموقف العنيف، رأوا أن الأجواء الايجابية التي تسربت من قصر الاليزيه كانت صحيحة، وأن ورقة فرنجية الرئاسية تتقدم فعلا، وأن المعلومات التي تحدثت عن أن لقاء جعجع مع السفير وليد البخاري كان سلبيا، هي أيضا صحيحة، ويبدو أن جعجع قد علم بهذه التطورات أو تبلغ بها، لذلك فقد إختزن موقفه غضبا شديدا من هذه الايجابيات التي من شأنها أن تعزز من حظوظ فرنجية.
واللافت أيضا أن الموقف العنيف لم يقتصر على جعجع، بل أيضا على مقربين منه أكدوا أنه “إذا تم إنتخاب مرشح الممانعة سيكون لنا جمهوريتنا ولكم جمهوريتكم”، ما إعتبره المراقبون أنه مشروع إنتحاري جديد تقوده القوات، أو يدخل ذلك ضمن تنافس على الشارع المسيحي مع النائب نديم الجميل الذي تحدث بهذه اللغة خلال أزمة “الساعة”.
ويستغرب هؤلاء الطرح القواتي، خصوصا أن الانتخابات لن تجري إلا بنصاب الثلثين أي 86 صوتا وبأكثرية 65 صوتا ما يعني أنها ستكون ديمقراطية وميثاقية ودستورية، فكيف يمكن للقوات أن تعترض على مثل هذه الآلية الوطنية والدستورية؟، ولماذا الذهاب نحو رفع السقوف ومن ثم النزول الى ما دون تلك السقوف؟!…


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal