أَلَمْ يكُن الأجدى تشغيل مطاريّ القليعات وحامات؟

بقلم: عبد القادر علم الدين (رئيس بلدية الميناء الأسبق)

بانتظار ما ستخلصُ إليه “اللجنة النيابية للأشغال”، بعد اجتماعها يوم غد، مع وزير الأشغال د. علي حميّة، حول أبعاد الصفقة التي أثيرت حولها الشبهات، المنوي إبرامُها لتوسعة مطار رفيق الحريري الدولي، لإنشاء مطار ثان، مع توقُّعنا بأن لا ينتهي هذا الاجتماع إلى نتائج عملية، فإننا ندين بشدّة هذه “التهريبة” من التلزيم على أن ما يُثير العجب أن هذا النمط من التلزيمات لا زال معتمدًا، في الوقت الذي تُعاني فيه البلاد أشدّ الأزمات خطورةً في تاريخها الحديث والمعاصر، مما يستدعي الحفاظ على المال العام وعلى مصلحة الدولة العليا. ولكن لا حياة لمن تنادي!

إن اتفاق التلزيم، كما أُعلن عنه، لا يُصيب الدولة من هذا الإنجاز سوى الفتات (120 مليون دولار على مدى 25 سنة)، في حين تحقق الشركتان، اللتان تتوليان بناءه وإدارته، ما يربو على 800 مليون دولار.

وبمعزلٍ عن ذلك، نتساءل: إذا كان المطلوب تخصيص مطارٍ ثانٍ للرحلات الجوية غير البعيدة والمتخصّصة، ألم يكن من الأجدى إعادة تشغيل مطار الشهيد رينيه معوض (مطار القليعات) أو مطار حامات، اللذين يتمتعان بمواصفات دولية، تفوق مطار بيروت، ولا يكلّفُ تأهيلُه سوى مبالغ محدودة؟! علمًا أن مطار القليعات ومطار حاماتسيوفّران، في حال تأهيله، آلاف فرص العمل لشباب شمال لبنان العاطلين عن العمل، والشمالهي المنطقة الأكثر حرمانًا في لبنان، كما أنّه يفعّل الدورة الاقتصادية في عموم الشمال.

إننا نضع هذه المسألة برسم نواب الشمال، والفاعليات الذين يدّعون غيرتهم على الشمال، الذين لم يحرّكوا ساكنًا حتى اليوم. كما نلفت رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمالالصديق السيد توفيق دبوسي إلى إيلاء هذا الأمر أهميةً مضاعفة، طالما أن مشروعه الواعد “طرابلس عاصمة اقتصادية للبنان”، لا يقتصر على طرابلس، بل يشمل طرابلس الكبرى، التي تمتدُّ من أعالي بلاد البترون إلى الحدود السورية الشمالية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal