التوقيت الصيفي.. والهستيريا الطائفية!… غسان ريفي

لم يكن ينقص لبنان سوى الدخول في “هستيريا” طائفية على خلفية قرار إداري قضى بتأخير إعتماد التوقيت الصيفي شهرا كاملا مراعاة للمسلمين اللبنانيين في شهر رمضان المبارك حتى يكتمل “نقل السياسية بزعرور الطائفية” ويكشف البعض عن وجوه سوداء وافكار حاقدة وكلمات بغيضة وتحريض مقيت يشير الى اكتمال عقد الانهيارات التي تضع البلاد والعباد في مهب الريح..
من حق أي كان الاعتراض على قرار تأخير إعتماد التوقيت الصيفي ضمن القوانين المرعية الاجراء والمنطق الوطني، لكن احدا لا يمتلك ان يستخدمه للنفخ في بوق الفتنة الطائفية، حيث كشف القرار حجم الافلاس لدى بعض التيارات السياسية التي باتت تفتش عن أية فرصة او وسيلة لخوض معارك “دونكيشوتية” ولشد العصب الطائفي واللعب على اوتار الغرائز لاسترجاع شعبية مفقودة ولاستمالة شارع ملّ سياساتها التي اوصلته الى الحضيض وانصرف عنها بحثا عن تأمين مقومات العيش الكريم.
كشف القرار كما من الجهل والجهالة ترجما على مواقع التواصل الاجتماعي من التنظير بالدين وركن الصيام الذي يبدأ مع أذان الفجر وينتهي عند أذان المغرب بغض النظر عن اي توقيت شتوي كان ام صيفي، الى التخوف من التلاعب بالزمن اللبناني وارتباطه مع زمن العالم الخارجي، علما أن العديد من الدول ألغت العمل بالتوقيتين وعادت الى التوقيت الواحد، وتتجه دول أخرى لأن تحذو حذوها، إلا أن الأسوأ من كل ذلك هو قيام البعض بإدخال التوقيت الصيفي ضمن حقوق المسيحيين، ورمي السم الطائفي المعطوف على أفكار وطروحات الفدرلة والتقسيم من طراز الدعوة الى “العصيان على القرار”، والتحدث بعنصرية “لكم توقيتكم ولنا توقيتنا”، و”لكم امنكم ولنا امننا”، و”لكم لبنانكم ولنا لبناننا”.
شكلت ردات الفعل الطائفية على قرار تأخير التوقيت الصيفي صدمة للسواد الاعظم من اللبنانيين ولكثير من المسيحيين ممن يؤمنون بالشراكة الوطنية ويدعون الى “كلمة سواء” وليس لديهم عُقد نقص قاتلة تهدد البلاد عند كل استحقاق، في حين كان الاجدى بمن اصابهم القرار بهستيريا طائفية ان يقدموا ساعة انتخاب رئيس الجمهورية لاعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان، بدل ان يتباكوا على ساعة صيفية لن تقدم ولن تؤخر في حياة وطن يقتلونه على مدار الساعة بسياساتهم الكيدية وطائفيتهم البغيضة!..


Related Posts

  1. تعلم


Post Author: SafirAlChamal