“كاميرا Top”.. رواية تختصر حياة

بأسلوب متميّز يمزج بين العامّية والفصحى، تجول فاديا بزي عبر صفحات روايتها Top كاميرا بالقارئ في حارات وزواريب “بنت جبيل” الجنوبية. ومن حاكورة الضيعة الى ساحتها فدكان “سعدى” والحضانة وقهوة “بو اسكندر” يعود بك الزمن الى أيام كانت زراعة الدخان مزدهرة، وبيروت حلم بالنسبة الى اهل الجنوب الذي كان محروماً ومغيّباً عن اهتامات السلطة.
وأنت تقلّب صفحات الرواية لا يمكنك ألّا تبتسم تارة وتدمع عيناك تارة اخرى وفي بعض اللحظات قد يخالجك شعورا الفرح والحزن معاً. فمن منا لم يتركه احد مخلّفاً وراءه “آثار حوافر”؟ ومن منا لا يحنّ الى ايام الطفولة ودلال الأجداد؟
على مدى ٢٨٩ صفحة فصول تروي حكاية ضيعة حدودية قاومت الاحتلال الاسرائيلي وساعدت الفدائيين في الدفاع عن فلسطين. فبحسب الأبوكاتو، “بتبقى فلسطين منبقى، بتروح فلسطين على بنت جبيل السلام”.
ولمن لا يعرف “الأبوكاتو” هو محمود بزي والد فاديا، الكندرجي الشيوعي الذي حمل الراية الحمراء يزينها المنجل والمطرقة (علم الحزب الشيوعي) وما تخلى عنها حتى الرمق الأخير.
وفي طيات الاوراق، وفي ظلال شجر الأكيدينيا والليمون والكينا، يعيش القارئ مع الشخصيات. فلكل حكاية مكان في زماننا هذا، ولكل بيت في بنت جبيل شبيه في باقي القرى.
ومن الحب والانفصال، الى الفرح والحزن فلحظات الرعب الممزوحة بالصلاة سنوات مرّت في ذاكرة الكاتبة كشريط سينمائي يوم عادت الى موطن قلبها مراسلة لإحدى القنوات التلفزيونية فأبت إلّا أن تشاركها مع من يشبهها.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal