هذا هو مرشح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية!… غسان ريفي

منذ إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر يحاول تعويض ما فقده من سلطة ونفوذ تمتع بهما على مدار ست سنوات، لكنه بحسب قريبين وبعيدين لم ينجح في إستخدامهما في المكان والزمان الصحيحين، حيث يرى كثيرون أن ما لم يعطه باسيل عندما كان قويا بالسلطة لن يستطيع إعطاءه وهو خارجها، وما لم يحصل عليه في ست سنوات لن يتمكن من الوصول إليه اليوم.

يقول متابعون لحراك باسيل، أنه لا يعرف كيف يفاوض أو كيف يعطي ويأخذ، بل هو يريد دائما أن يظفر بكل شيء مهما كان الثمن، وهذا ما جعل كل المفاوضات التي جرت معه على الصعيد الحكومي وتلك التي تجري معه على الصعيد الرئاسي تبوء بالفشل، وهذا ما أخرجه من كل تحالفاته بدءا من تيار المستقبل الى القوات اللبنانية، الى الحزب التقدمي الاشتراكي، فحركة أمل، وصولا الى إهتزاز تحالف مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

لا شك في أن شعور بالعزلة السياسية يخيم على باسيل لا سيما بعد خروج عمه ميشال عون من قصر بعبدا، وإطلاقه سهاما غير مبررة باتجاه حليفه الوحيد حزب الله، الأمر الذي إنعكس أيضا على “الشارع البرتقالي” الذي وجد نفسه لأول مرة منذ ست سنوات غير مؤثر، وأن كل ما يقوم به رئيسه هو رفع الصوت بالتهديد والوعيد من دون أية نتائج، وقد ثبُت ذلك في إنعقاد جلسة مجلس الوزراء في الخامس من كانون الأول الجاري والتي شكلت صدمة كبرى لباسيل يحاول اليوم التخفيف من وقعها بتجميد المراسيم المتعلقة بوزارة الدفاع والعائدة للجيش والتي يبدو أن ثمة جهود يبذلها الرئيس نجيب ميقاتي لايجاد حلول تنصف العسكريين الذين لا ذنب لهم بالانقسامات والخلافات السياسية.

لذلك، فإن باسيل يضع نصب عينيه أمرين أساسيين: الأول رفع معنويات شارعه وإقناعه بأنه ما يزال يشكل محور الحياة السياسية من خلال الحراك الذي يقوم به واللقاءات التي يعقدها مع بعض القيادات، والثاني قطع الطريق على المرشحين الرئاسيين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، كونه يعتبر أن وصول أحدهما الى قصر بعبدا من شأنه أن يضعفه سياسيا وأن يزعزع تياره المربك بسلسلة خلافات وتباينات حول السلوك السياسي لرئيسه.

من هنا، يرفض باسيل مبدأ التفاوض حول إسم سليمان فرنجية الأمر الذي يزعج حزب الله، خصوصا أن النقاش ضروري والمرونة مطلوبة للوصول الى قواسم مشتركة أو صيغ منطقية، كما يحرّض في الوقت نفسه على قائد الجيش جوزاف عون، ويدعو الى التوافق على إسم ثالث، ويطرح أسماء غير قابلة للتسويق بهدف إضاعة الوقت بانتظار رفع العقوبات الأميركية عنه، أو لذر الرماد في العيون.

تقول مصادر سياسية مطلعة: إن كل الحراك الذي يقوم به رئيس التيار الوطني الحر، وكل الأهداف التي يتطلع الى تحقيقها، وكل المعارك التي يخوضها، ترمي الى ترشيح شخص واحد لرئاسة الجمهورية هو جبران باسيل الذي لم يفقد الأمل بعد ولم يقتنع أن كل الطرقات المؤدية الى قصر بعبدا مقطوعة أمامه، وما دون ذلك كله تفاصيل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal