جلسة الخميس.. سيناريو متكرر ومتغيّرات لمصلحة فرنجية!… غسان ريفي

حتى الآن، لا يبدو أن الجلسة النيابية الخامسة التي ستعقد يوم الخميس المقبل ستسفر عن أي شيء إيجابي على صعيد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث أن السيناريو المتوقع هو عدم إكتمال النصاب إذا لم يكن في الدورة الأولى ففي الدورة الثانية، وعدم الخروج في حال إكتماله عن المسار التقليدي لجهة التصويت للنائب ميشال معوض من قبل القوات اللبنانية وحلفائها، وللدكتور عصام خليفة من قبل بعض النواب التغييريين، وللشعارات المختلفة من قبل بعض السياديين والمستقلين، وللورقة البيضاء من قبل قوى 8 آذار والحلفاء.

وكان لافتا، أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صرّح بأن الجلسة الماضية كانت الأخيرة التي يُصوّت فيها التيار للورقة البيضاء، وأننا في الجلسات المقبلة سنصوّت لمرشح، لكن حتى الآن لم يُكشف عن إسم وهوية هذا المرشح في ظل إنقسام داخل التيار بين من يريد الابقاء على الورقة البيضاء وبين من يريد التصويت لاسم أو لمرشح مطروح.

وبالرغم من حال المراوحة الرئاسية، فإن الجلسة الخامسة ستعقد في ظل متغيرات طفيفة طرأت على المشهد العام، لجهة تقدم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح أساسي ووحيد لمحور 8 آذار، معطوفا على الحفاوة السعودية التي تلقاها خلال مشاركته في منتدى الطائف، سواء عبر الاستقبال الذي خصّه به السفير وليد البخاري، أو في مكان الجلوس في الصف الأول بينما جلس المرشح ميشال معوض خلفه، ولم يحضر النائب جبران باسيل الذي أوفد ممثلا عنه، من دون معرفة ماهية الدعوة السعودية التي وجهت إليه.

لا شك في أن باسيل يُدرك بأن حزب الله مع حلفائه يرغب بدعم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وهو إزداد قناعة بعد خروجه من اللقاء مع السيد حسن نصرالله والكلام الذي سمعه منه، لذلك، فإن جهود باسيل تصب على كيفية قطع الطريق على فرنجية على قاعدة “لا أنا ولا أنت، بل نتوافق سويا على مرشح آخر”، وهذا الطرح قدمه باسيل في اللقاء مع السيد نصرالله لكنه بحسب المعلومات لم يعلق عليه.

لا توجد أسباب موجبة لدى باسيل لرفض ترشيح فرنجية سوى الشخصانية والحقد عليه، وعدم إستيعاب خروجه الكامل من السلطة ومن التأثير السياسي، لكن ما لم يدركه الرئيس البرتقالي أن التعاطي مع هذا الملف البالغ الأهمية بهذه التصرفات “الصبيانية” من شأنه أن يمنع المحور الذي ينتمي إليه من إيصال رئيس للجمهورية، علما أن باسيل ومنذ العام 2006 حقق كل أنواع المكاسب والمصالح بفضل هذا المحور الذي أوصل عمه ميشال عون الى رئاسة الجمهورية في العام 2016، ما أطلق يده في الحكم بشكل كامل، لكنه اليوم يأبى أن يرد الجميل وأن يخرج من أنانيته بإفساح المجال أمام مرشح آخر حليف من نفس الخط لضمان بقاء هذا النهج في رئاسة الجمهورية.

لذلك، فإن قوى 8 آذار وعلى رأسها حزب الله لم تفقد الأمل في إمكانية إقناع باسيل بضرورة إنتخاب سليمان فرنجية، لأن ذلك ينهي ثلاثة أرباع المعركة الرئاسية، أما في حال إستمرار باسيل على موقفه ربما يدفع أنصار ترشيح فرنجية الى إعتماد الخطة “باء” بفتح حوارات والتفتيش عن مصادر تصويت أخرى، خصوصا أن هذه القوى نجحت مع إنطلاقة عمل المجلس النيابي بانتخاب الرئيس نبيه بري بأكثرية 65 صوتا، من دون أصوات جبران باسيل الذي رفض التصويت له، لكن ذلك ليس كافيا بل يحتاج الى تأمين نصاب الثلثين الذي ما يزال صعب المنال لكنه ليس مستحيلا، خصوصا في ضوء التعاطي السعودي المستجد مع فرنجية.

في المقابل، تراوح قوى 14 آذار أو ما تبقى منها الى جانب السياديين والمستقلين مكانها، حيث لم يقتنع أحد أن القوات اللبنانية جادة باعتماد ترشيح ميشال معوض، بل هي تستخدمه كواجهة يستفيد منها في الدخول رسميا الى نادي المرشحين الأساسيين لرئاسة الجمهورية، وما يؤكد ذلك، هو إستمرار النائب ستريدا جعجع في التسويق باصرار لزوجها الدكتور سمير جعجع الذي بدوره أعلن بأن لا مشكلة لديه في إنتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، فأين يكون ميشال معوض من هذين الموقفين؟.

تشير المعطيات الى أن التشرذم الحاصل لدى هذه القوى والازدواجية في المعايير سيفقدها القدرة على إيصال رئيس منها، في حين أن القوى المنافسة تمتلك أرضية للأكثرية تخولها إيصال مرشحها عندما تتهيأ الظروف لانهاء الفراغ.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal