باسيل يستثمر في “جهنم العهد” حتى آخر لحظة من ولاية عون!.. غسان ريفي

يأبى جبران باسيل أن يمنح رئيس الجمهورية ميشال عون حتى في يومه الأخير من السنوات الست العجاف، فرصة لاعطاء بعض أمل الى اللبنانيين، في أن يغادر الرئاسة بدون توترات من شأنها أن تضاعف من حجم الأزمات التي يرزحون تحت وطأتها بفعل السياسات الخاطئة التي إتسم بها العهد الذي فتح أبواب جهنم التي يحرص باسيل على الاستثمار فيها حتى آخر لحظة من الولاية.

واللافت أن عون الذي يسعى كعادته الى التسويق لصهره جبران باسيل سواء من أجل السيطرة على الحكومة أو في تقديم أوراق ترشيحه الى رئاسة الجمهورية، بدأ في ساعاته الأخيرة و”كرمى لعيون صهر الجنرال” يتحدث عن فوضى دستورية، متناسيا أن الدستور وُضع للجم أي فوضى ولتنظيم الحياة السياسية، وأنه أقسم على حماية هذا الدستور والحفاظ على وحدة اللبنانيين الذين دخل في خصومة كاملة معهم منذ سنوات بعدما حرص على تقديم مصالح باسيل على مصالحهم.

أما باسيل الذي بدأت “الهستيريا” التي تسيطر عليه تصل الى عتبة الجنون فهو بدل أن يفتش عن كيفية ترك أي ذكرى طيبة أو بصمة إيجابية لعهد عمه ولو بالشكل عند لحظة خروجه من بعبدا الى الرابية والتي ينتظرها اللبنانيون بفارغ صبر، ما يزال يفتش عن تصفية الحسابات وتوجيه الاساءات ومحاولات التعطيل، في وقت لم يعد قادرا على التأثير كونه ذاهب الى العزلة السياسية، فلا نزع الشرعية عن حكومة تصريف الأعمال يمنعها من أن تحكم، ولا الهجوم على الرئيس نبيه بري يجدي نفعا أو يقلل من شأنه، ولا دفع بعض الوزراء الى مقاطعة جلسات الحكومة يعطلها أو يفقدها الميثاقية، ما يعني أن كل ما يقوم به باسيل من “غوغاء” لن يبدل من واقع الأمر، سوى أن يصار الى إمكانية تقديمه الى المحاكمة بتهمة “الخيانة العظمى” التي تحدث عنها الخبير الدستوري إدمون رزق بأن “تعطيل السلطة والسعي الى الفراغ الكلي فيها يعتبر خيانة عظمى”.

لا شك في أن باسيل بات أسير جنون عظمة، يدفعه الى إنكار أنه بعد 31 تشرين الأول سيتحول الى نائب عادي لديه كتلة نيابية في مجلس النواب شأنه شأن سائر الكتل، فإما أن يعارض أو أن يوالي، من دون أن يتشدق بقبول هذا الأمر أو برفض وتعطيل ذاك، ويبدو أن هذا الجنون هو الذي يدفعه الى التشديد على تنظيم الحشد الشعبي لمغادرة الرئيس عون لقصر بعبدا، وهو ليس بحاجة الى كل هذه “البروباغنذا” لكن يبدو أن باسيل هو من يحتاج الى هذا الحشد للتعويض عن النقص الذي يسيطر عليه ويضرب خلاياه العصبية ويترجم بهذا الحجم من الشر تجاه البلاد والعباد.

لم يترك جبران باسيل في عهد عون صاحبا له، حتى حليفه الوحيد ضاق ذرعا بتصرفاته ومواقفه التي تحرجه في كثير من الأحيان، ولعل أفضل ما في نهاية عهد ميشال عون هو عودة الصهر الى حجمه الطبيعي في الاستحقاقات المقبلة والتي لم يعد له فيها سوى الموافقة أو الرفض من دون أي تأثير على القرار المتخذ بعد أن فقد القدرة على التحكم بالتوقيع الأول، علما أن الجميع ضاق ذرعا به وبسلوكه حتى عائلة عون التي تحمله مسؤولية إفشال عهد الرئيس ميشال عون وتحويله من “بيّ الكل” الى رئيس فئوي برتقالي الهوى!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal