أصاب المواطن نضال عبدالهادي (أبو الفقراء) هدفين بعمل خيري واحد، إختار أن يكون مسرحه مدرسة دوحة الأدب الرسمية في محلة القبة بطرابلس، حيث أدخل الفرح الى قلوب عدد كبير من تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي بحفل ترفيهي أقامه لمناسبة إنطلاق العام الدراسي، ودَعَمَ مسيرة التلاميذ بتقديم القرطاسية اللازمة لهم خلال العام الدراسي فتحولت المدرسة الى واحة للفرح والعطاء أرادها (أبو الفقراء) الذي ينتظر وبالرغم من الظروف الاقتصادية والمالية الكارثية ما يوفره من مال جراء عمله على البسطة عند كورنيش النهر، أو من بيع الألبسة غير الصالحة الى أصحاب مهن وحرف عدة لاستخدامها في أعمال التنظيف، لانفاقه في عمل الخير، سواء على التلاميذ، أو على الأيتام أو على العجزة أو على العائلات المحتاجة، وفق قاعدة “خير قليل مستمر أفضل من خير كثير منقطع”.
على وقع الأغاني وفي ظل أجواء من الفرح ترافقت مع توزيع الكاتو والعصير الى التلاميذ، تحدث أبو الفقراء من القلب، فأكد أننا من حقنا كفقراء أن نتعلم، وعلينا أن نساعد بعضنا البعض، وأن لا نستسلم وأن لا نيأس، لأننا نريد أن نبني مستقبلنا رغم الظروف الصعبة ورغم الفقر والحرمان والتهميش.
وقال أبو الفقراء بلهجته الطرابلسية: اليوم أنا معكم حتى نفرح، وحتى تتعلموا وهيدي القرطاسية هي شي بسيط كتير عم نقدمو لطلاب العلم اللي هو أهم شي بحياتنا، نحنا بطرابلس محرومين وما حدا عم يطلع فينا، منشان هيك لازم نطلع ببعض، ونحاول قد ما فينا نصمد بهيدي الظروف اللي لازم المسؤولين فيها يوقفوا حد المواطنين وحد الفقير بالتحديد خصوصا أنو ما عاد حدا قادر يتحمل ذل وقهر، كل يلي حذرنا منو بالسابق صار وعم نعيشو اليوم، وخايفين من شي أكبر، وما فينا ننقذ بلدنا وننقذ حالنا إلا إذا حبينا بعض وتعاونا مع بعض وساعدنا بعض لأن بالنهاية هيدي المدينة مدينتنا ونحنا أهلا ولح ندافع عنا.
بعد ذلك أقيم حفل ترفيهي للتلاميذ الذين غنوا ورقصوا وعبروا عن فرحتهم بمبادرة أبو الفقراء.
