إيجابية بري ـ بوصعب.. هل تُترجم بتسرب بعض الأصوات البرتقالية؟!… غسان ريفي

كان لافتا أمس إجتماع الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر في تحالف طبي ساهم في إيصال الدكتور يوسف بخاش الى منصب نقيب أطباء لبنان، ما يعني أن التواصل بين حركة أمل والتيار البرتقالي ليس مقطوعا وأن ثمة تعاون بينهما على “القطعة”، فهل ينسحب ذلك على جلسة إنتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب مجلس النواب، خصوصا أن لقاء وُصف بالايجابي كان عقد بين الرئيس نبيه بري والمرشح ليكون نائبه إلياس يو صعب، وهل من توافق معين حصل ساهم في تطمين الفرقاء المعنيين بهذا الاستحقاق؟، وكيف سيكون تعامل نواب تكتل لبنان القوي مع التصويت للرئيس بري؟.

بات معلوما، أن المعركة الأساسية في جلسة الثلاثاء إنتقلت من رئاسة المجلس المعقودة من الدورة الأولى للرئيس بري، الى نيابة الرئاسة التي يترشح لها أربعة نواب أرثوذكس هم: إلياس بو صعب (تكتل لبنان القوي) غسان حاصباني (القوات اللبنانية) والمستقلان سجيع عطية وغسان سكاف الذي أعلن ترشيحه رسميا وفق برنامج سياسي أكد على الالتزام به.

يقول بعض المطلعين إن زيادة عدد المرشحين لمنصب نائب الرئيس بدخول غسان سكاف الى المعركة، يعزز من حظوظ بوصعب خصوصا أن ثلاثة مرشحين قد يأكون من صحن واحد هو صحن نواب المعارضة والتغيير، في حين ينطلق بوصعب من أرضية ثابتة كونه يتناغم مع الرئيس بري الذي يرتاح للتعامل معه، فضلا عن كونه إنتزع ترشيحه إنتزاعا، وهذا ما قد يترجم تسربا في أصوات بعض نواب تكتل لبنان القوي أو التيار الوطني الحر على حد سواء، لا سيما أولئك المتحمسين لوصول بوصعب.

لم يعد خافيا على أحد، أن النائب جبران باسيل يواجه تكتلا نيابيا ضمن تكتل لبنان القوي، وأن هذا التكتل الذي يتصدره آلان عون وإبراهيم كنعان وإلياس بوصعب وغيرهم من النواب، نجح في فرض ترشيح بوصعب على باسيل الذي لم يكن متحمسا لهذا الأمر، وهو حاول إقناع بوصعب بأن يكون وزيرا في الحكومة المقبلة وأن يتسلم حقيبة سيادية مقابل أن يصرف النظر عن نيابة رئاسة المجلس وأن يتركها لزميله في التيار جورج عطالله المقرب جدا من باسيل، لكن التكتل النيابي المصغر الذي لم يعد يلتزم بتوجهات باسيل أصر على ترشيح بوصعب، ما وضع باسيل أمام أمر واقع أجبره على الاعلان عن ترشيحه باسم تكتل لبنان القوي، مع التأكيد على عدم التصويت للرئيس نبيه بري.

لا شك في أن باسيل حاول من خلال مواقفه الحفاظ على ماء وجهه مرتين، أولا في تبني ترشيح بوصعب الذي لوّح بترشيح نفسه بمعزل عن تياره وتكتله، وثانيا في تأكيد عدم التصويت للرئيس بري في إشارة الى عدم تراجعه عن هذا الأمر، في حين ووفقا للمعلومات المؤكدة أن التسرب البرتقالي قد يصب في مصلحة الرئيس بري بعدد لا يستهان به من الأصوات، خصوصا أنه لا يمكن أن يقبل بنائب رئيس مجلس لا يصوّت له مع النواب المتحمسين لوصوله، وبحسب تلك المعلومات فإن لقاء بري ـ بوصعب قد وضع إطارا لهذا الأمر من المفترض أن يترجم في جلسة الثلاثاء.

تؤكد مصادر مواكبة للاتصالات أنه في حال صمد التوافق بين بري وبوصعب وتجاوز ما يمكن أن يواجهه من تشويش المتضررين، فإن الأمور سترسو على إنتخاب بري رئيسا للمجلس النيابي وبوصعب نائبا له، أما في حال تبدلت الأمور وتبيّن ذلك في الأصوات التي حصل عليها بري، فإن ورقة النائب سجيع عطية حاضرة بقوة، وبالتالي فإن التصويت له مرجح جدا، علما أن عطية قد يشكل خيارا لقوى المعارضة والقوى التغييرية في كل الحالات، ما يجعله منافسا حقيقيا لبوصعب، لاسيما في ظل ضعف حظوظ حاصباني وسكاف.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal